السؤال
نصلي الفجر جماعة في المنزل لعدم الشعور بالأمان في الخارج. أردت صلاة الفجر قضاء ثم غيرتها سنة الفجر القبلية أثناء الصلاة ثم صليت الفجر قضاء ثم صليت الفجر فرضا إماما على أهلي، كان الحوار في نفسي بمشاركة الشيطان أنني لم أصل السنة؛ لأن نيتي في البداية كانت الفجر قضاء فلم لا أنوي هذه الصلاة سنة، وقلت إن صليتها سنة أصل الفجر منفردا ويذهب عني حظي بصلاة الفجر جماعة، وحدثت الحرب في نفسي إلى أن رجحت أنني عزمت صلاتها سنة ثم قلت لربما هذا مجرد شك لا يؤخذ به فقلت الله أعلم بنيتي، ثم قلت علي أن أجزم بأنها الفجر فريضة فعزمت وأكملت الصلاة وأنا أشك في صحتها وأعدتها منفردا مخافة عدم قبولها فهل كان بإعادتها شيء؟ كما أنني لم أخبر أهلي وهم كانوا مأمومين بي فهل عليهم قضاؤها؟ وهل تصح إمامتي في الصلوات علما أنه في كل صلاة تحصل حرب بداخلي بسبب النية فإما أقطعها أو أغيرها سنة أو أعيدها أو أظن بأنها مقبولة بإذن الله .
للتخلص من الوسوسة علي قراءة أذكار الصباح والمساء لكنني لا أقوم بها لأنها تأخذ وقتا طويلا مني للتدبر _ بالفعل طويل _ فهي أدعية وعلي أن أعرف ماذا أدعو الله فهل علي نية التخلص من الوسوسة قبل القراءة وأقرؤها دون أي فاصل زمني للتدبر بل أتدبر ما لحقته خلال فترة القراءة فقط والقراءة تكون دون توقف .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما تلك الصلاة التي شرعت فيها بنية صلاة الفجر قضاء ثم حولتها إلى رغيبة الفجر فهي باطلة، أي لم تجزئ عن الأولى ولم تنعقد للثانية، وذلك لحصول التبدل والتغيير في النية بعد الشروع، وراجع الفتوى رقم: 67576.
وأما صلاة الفجر التي صليتها إماما بنية الفرض وحدثت لك أثناءها تلك الوساوس والشكوك فهي صحيحة، ولم يكن يلزمك قضاؤها لأن هذا مجرد وسوسة من الشيطان، ولا يلزمك إخبار من صلى خلفك بشيء ، إذ لا يسري إليه هذا الخلل على كل حال، وراجع الفتوى رقم: 164427 .
وأما بالنسبة للإمامة فلا ينبغي لك أن تؤم الناس في صلاتهم حتى يرفع الله عنك ما أنت مبتلى به من الوسوسة، ومن صلى خلفك وأنت على هذه الحال فصلاته صحيحة، وإمامة الموسوس عموما فيها خلاف لأهل العلم بين الكراهة وعدمها، وراجع لذلك الفتوى رقم: 175327 .
وأما أذكار الصباح والمساء فهي الحصن الحصين للمسلم في يومه وليلته، يدفع الله عنه بها السوء والمكروه، ولا ينبغي لك أن تدعها لعدم الحضور أو التدبر، بل إن تركها بتاتا لعدم التدبر باب من أبواب الوسوسة وكيد الشيطان، وراجع الفتوى رقم: 172067 .
وننصحك أخانا بدوام الالتجاء إلى الله تعالى في كل حال أن يصرف عنك هذا الوسواس، وعدم الاستعجال في ذلك.
فقلما يبرأ داء أزمنا إلا إذا دام العلاج زمنا.
وراجع للفائدة لزاما الفتاوى التالية أرقامها: 31063 ، 99643 ، 30492 .
والله أعلم.