السؤال
لي أصدقاء وهم من أكثر أصدقائي. هم لا يصلون، فقط في رمضان، واحد منهم طبيب يعالج ويقدم المساعدات للمرضى والمعارف مجانا ما أمكنه. والآخر في مجلس العطاءات ولا يقبل إلا الصحيح رغم كل الإغراءات.
المهم في إحدى الجلسات في القهوة معهم تفاجأت من خلال نقاش قد فتح أنهم لا يجدون مانعا من تحميل الفلم المسيئ، ولماذا كل هذا الحقد على المواقع التي نشرت الفلم.
حاولت أن أشرح لهم وقلت لهم قصة الشيخ الشعرواي رحمه الله عندما سألوه عن رأيه فيما يحتويه أحد الكتب المسيئة قال لم أقرأه وقرأ آيات من سورة المائدة، ولكنهم رفضوا وقالوا (لا تفتي من عندك ) وكل ما أحكي معهم يعيدونها.
قلت لهم وأنا خارج أنا جدا تضايقت مما جرى وخرجت ولم أتصل بأحد منهم من أكثر من 3 أسابيع.
فأرجو إفادتي وإعطائي النصح.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يستقيم أن يكون مثل هؤلاء أصدقاء لك فإنهم لا يصلون ولا يرجون لله وقارا؛ إذ لا يرون بأسا من تحميل الفلم المسيء ولا يرون مبررا لبغض المواقع التي نشرته، وفي هذا من برودة دينهم ورقته ما الله به عليم . مع مجادلتهم في الباطل!! فعليك بعدم مجالستهم وصحبتهم حتى يتوبوا إلى الله تعالى.
وقد كان السلف رحمهم الله ينهون أشد النهي عن مجالسة أهل البدع ، وإذا مروا بهم وضعوا أصابعهم في آذانهم لئلا يصل إليها شيء من شبههم ، وذلك مع علم السلف وفهمهم ، فكيف بمن بعدهم ؟
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة : وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها ، فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمته تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات ـ أو كما قال ـ فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك ، وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل ... انتهى .
واعلم أن أصدقاء السوء خطرهم عظيم في الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا* يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا {الفرقان:27-28}، ويقول الله تعالى:الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين {الزخرف:67}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وغيره.
وراجع الفتوى رقم: 125474 .
والله أعلم.