السؤال
هل صحيح أنه يوجد في الإسلام شخص كهذا؟ ومن يمكن أن يكون؟
هناك رجل يقول: إنه ولد في الكويت, وعلى وجهه برقع, ومكتوب على رأسه كلام, وشعره أطول منه, وفي نفس اليوم ولد ثلاثة أطفال على وجوههم برقع, وقبل ميلاده بيوم ولدت طفلة على وجهها برقع, وتكلمت وهي طفلة, وهذا الرجل يقول: إنه ولد نتيجة مجزرة صبرا وشاتيلا, ويقول: إن لديه ملائكة تحميه, وتخبره بما يحدث (سورة النحل الآية 2, وسورة النمل الآية 3, وسورة البقرة آخر 3 آيات) وأنه تأتيه رؤى عن أربعة أشخاص- مع العلم أنه دكتور بالجامعة- هم شركاؤه وهم 3 دكاترة وتلميذة متفوقة, وهم لا يرون شيئا, بل هو يخبرهم دون أن يطلبوا, ويعرف عنهم أشياء سوف تحصل بالمستقبل من خلال رؤى دون أن يطلب منه أحد, ويرى أحداثا قريبة وبعيدة سوف تحصل بالمستقبل - تواريخ لأحداث عامة مثل متى ستنتهي الثورة السورية ... - وكذلك أشياء يعرفها من خلال إشارات من نور – خير - أو نار – شر- يراها لأشخاص يعرفهم أو لا يعرفهم, ويقول: إن أمه نزلت عليها ليلة القدر مرتين, وكتب على يدها آيات من القرآن, وأنه يكلم النمل, مع العلم أن هذه الأحداث تتحقق بأكملها.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، وعلى ذلك دلت نصوص الوحي، قال تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله (النمل:65]، وقال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم: قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب {الأنعام: 50}، وقال تعالى: قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير {الأعراف:188}.
وروى الإمام مسلم عن عائشة قالت: ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله.
والله تعالى قد يختص من يشاء بما يشاء، ولكنه أخبر – ولا معقب لحكمه – أنه لا يطلع على الغيب إلا رسله، قال الله تعالى: وما كان الله ليطلعكم على الغيب {آل عمران: 179}, وقال تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول {الجـن: 26ـ27}.
واعلمي أن الوحي قد انقطع بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يعد هناك مجال لادعائه فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه - لعمر - رضي الله عنه -: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك! ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.
وأما الرؤيا: فقد تكون صادقة فتحصل لبعض الناس، فيرى بعضهم شيئا من المغيبات، وبعد فترة تتحقق الرؤيا كما أخبر.
وأما عن الشخص المشار إليه فلا نعلم عنه شيئا, وما نرى ما ذكر إلا ضربا من الخرافة والعرافة والدجل .
والله أعلم.