علاج الوسوسة في النية

0 209

السؤال

أنا - ولله الحمد - منذ سنتين تقريبا تائب, ولكن تأتيني أفكار حول صلواتي السابقة, وهذه الأفكار أنني لم أكن أنوي الصلاة قبل أن أصلي, أو أنني لم أنو أنها صلاة العصر أو المغرب وهكذا, وأنا إذا توضأت أو خرجت للصلاة فإنني بالطبع سأنوي أن أصلي, فإذا صليت الظهر والعصر جمعا مثلا فإنني بالتأكيد سأنوي قبل صلاة الظهر أنني سوف أصليها جمعا, ولكني بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر لا أذكر هل كنت أنوي أنها صلاة العصر أم لا؟ فهل تكفي نيتي الأولى؟
وإذا لم أنو قبل تكبيرة الإحرام مباشرة فهل صلاتي صحيحة؟
أرجوكم أجيبوني عن سؤالي, ولا تحيلوني إلى إجابات أسئلة سابقة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فيظهر لنا أن الأخ السائل مصاب بوسوسة فيما يتعلق بالنية, والذي يمكننا قوله هو أن الصلوات الماضية التي شككت في تحقيق النية فيها تعتبر صحيحة, ولا يلزمك إعادتها وما ستصليه مستقبلا احرص على استحضار النية فيها, ولا يحتاج استحضارها إلى كبير عناء ووسوسة, بل هي مجرد قصد الإنسان للشيء وعلمه به, قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في مجموع الفتاوى: فإن النية تتبع العلم, فمن علم ما يريد فعله نواه بغير اختياره، وأما إذا لم يعلم الشيء فيمتنع أن يقصده... اهــ
وكل فعل يفعله الإنسان العاقل لا بد أن يكون له قصد بذلك الفعل، ولذلك قال بعض العلماء: لو كلف الإنسان أن يفعل شيئا بلا قصد - أي بلا نية - لكان تكليفا بما لا يطاق، فإذا علم الأخ السائل أنه سيصلي الظهر والعصر جمعا وعزم, فهذه هي النية, ولا يلتفت بعد الانتهاء من الظهر إلى ما يخطر بقلبه من الوسوسة.

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة