النوم قد تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة

0 809

السؤال

متى يكون النوم واجبا أومستحبا أومكروها أومحرما أومباحا، أريد أمثلة على ذلك؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالأصل أن النوم مباح، وهو من الأمور الفطرية الضرورية للأحياء كالأكل والشرب، وهو آية من آيات الله تعالى ونعمه التي امتن بها علينا وذكرنا بها في قوله تعالى: ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون.{ الروم: 23 }.

وفي قوله تعالى: ألم نجعل الأرض مهادا* والجبال أوتادا * وخلقناكم أزواجا*وجعلنا نومكم سباتا.{ النبأ: 9،8،7،6 }.

وفي قوله تعالى: وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا.{ الفرقان: 47 }.

 لكن قد يعرض له ما يخرجه عن الإباحة، فقد ذكر أهل العلم أنه تعتريه أحكام الشرع الخمسة، الإباحة والوجوب والاستحباب والحرمة والكراهة، لأسباب خارجية تتصل به.

  ففي الموسوعة الفقهية : قد تعتري النوم الأحكام التكليفية لأسباب خارجية تتصل به، فيكون واجبا أو مستحبا، أو حراما، أو مكروها. - النوم الواجب: هو ما يستطيع المرء به أداء واجب ديني أو دنيوي، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. - النوم المستحب: هو نوم من نعس في صلاته أو قراءته للقرآن ونحوهما، فيستحب أن ينام حتى يدري ما يقول أو يفعل، ومن النوم المستحب القيلولة في وسط النهار . - النوم الحرام: هو النوم بعد دخول وقت الصلاة وهو يعلم أنه يستغرق في النوم الوقت كله، أو ينام مع ضيق الوقت . النوم المكروه: يكون النوم مكروها في مواطن منها: النوم بعد صلاة العصر، والنوم أمام المصلين، والصف الأول، أو المحراب، والنوم على سطح ليس له جدار يمنعه من السقوط، لنهيه عليه الصلاة والسلام عن ذلك ولخشية أن يتدحرج فيسقط عنه. ومن النوم المكروه: نوم الرجل منبطحا على وجهه فإنها ضجعة يبغضها الله تعالى، والنوم وفي يده ريح لحم ونحوه، والنوم بعرفات وقت الوقوف لأنه وقت تضرع، والنوم بعد صلاة الفجر لأنه وقت قسمة الأرزاق، ونومه تحت السماء متجردا من ثيابه مع ستر العورة، ونومه بين مستيقظين لأنه خلاف المروءة، ونومه وحده في بيت خال لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: نهي عن الوحدة: أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده، ومنه النوم قبل صلاة العشاء بعد دخول وقتها إن ظن تيقظه في الوقت، نص عليه الشافعية فقالوا: يكره النوم قبل صلاة العشاء بعد دخول وقتها، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يكره ذلك ؛ لخوف استمرار النوم حتى خروج الوقت. ومحل ذلك إذا ظن تيقظه في الوقت وإلا حرم النوم. أما النوم قبل دخول الوقت فالظاهر عدم الكراهة؛ لأنه لم يخاطب بها. ويرى المالكية أنه يجوز له النوم ولا إثم عليه . انتهى

هذا كله إذا لم يكن غلبة وإلا فلا شيء على من غلبه النوم، وانظر الفتاوى التالية أرقامها : 167939،152701 ، 180437 ،31661 .

  والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة