السؤال
هل من دعاء أو ذكر عند رؤية الشمس أو عند شروقها أو غروبها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
قد جاء في بعض الأحاديث والآثار أدعية تقال عند شروق الشمس وعند غروبها وإن لم تكن قوية، أما عند رؤيتها فلم نطلع على ذكر خاص يقال حينئذ، ففي الأذكار للنووي قال: روينا في كتاب ابن السني بإسناد ضعيف، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس قال: " الحمد لله الذي جللنا اليوم عافيته، وجاء بالشمس من مطلعها، اللهم أصبحت أشهد لك بما شهدت به لنفسك، وشهدت به ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك أنك أنت الله، لا إله إلا أنت القائم بالقسط، لا إله إلا أنت العزيز الحكيم، اكتب شهادتي بعد شهادة ملائكتك وأولي العلم، اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام، أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تستجيب لنا دعوتنا، وأن تعطينا رغبتنا، وأن تغنينا عمن أغنيته عنا من خلقك، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معيشتي، وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي ".
- وروينا فيه عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - موقوفا عليه أنه جعل من يرقب له طلوع الشمس، فلما أخبره بطلوعها قال: الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم وأقالنا فيه من عثراتنا. انتهى.
وفي الفتاوى الحديثية لأحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي: وسئل أدام الله النفع بعلومه: ما يستحب من الذكر عند رؤية الشمس والقمر هل هو لمن رآهما أو لمن علم بهما وإن لم يرهما، وهل هو مطلوب عند كل رؤية أو مخصوص بالطلوع والغروب، وهل الاستواء كذلك وما حكمة خصوصيتهما؟ فأجاب بقوله: أخرج ابن السني بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس قال: (الحمد لله الذي جللنا اليوم عافيته وجاء بالشمس من مطلعها، اللهم إني أصبحت أشهد بكل ما شهدت به على نفسك، وشهدت به ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك، أنك أنت الله، لا إله إلا أنت القائم بالقسط، لا إله إلا أنت العزيز الحكيم، اكتب شهادتي بعد شهادة ملائكتك وأولي العلم، ومن لم يشهد بمثل ما شهدت به فاكتب شهادتي مكان شهادته، اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تستجيب لنا دعوتنا، وأن تعطينا رغبتنا، وأن تغنينا عمن أغنيته عنا من خلقك، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح دنياي التي فيها معيشتي، وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي), وأخرج ابن السني عن مهدي عن واصل عن أبي وائل أن عبد الله قال: يا جارية انظري هل طلعت الشمس؟ قالت: لا، ثم قال: واصل، فسبح ثم قال لها ثانية: انظري هل طلعت الشمس؟ قالت: لا، ثم قال لها ثالثة: طلعت الشمس؟ فقالت: نعم، فقال: الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم، وأقالنا فيه عثراتنا, قال مهدي: وأحسبه قال: ولم يعذبنا بالنار. ... وأخرج ابن السني عن عمرو بن عنبسة السلمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله عز وجل وحمده إلا ما كان من الشيطان وأغنياء بني آدم، فسألت عن أغنياء بني آدم فقال: شرار الخلق) أو قال: (شرار خلق الله),... وأخرج أبو الشيخ وابن حبان أنه يقرأ يس عند طلوع الشمس, وأخرج الطبراني في الأوسط أنه يقال عند غروب الشمس: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. وأخرج الديلمي عن مسند الفردوس أنه عند الغروب يسبح سبعين مرة ويستغفر سبعين مرة, إذا تقرر ذلك فالظاهر وعليه يدل ما مر عن ابن مسعود من أمره للجارية بمراقبة الشمس حتى تطلع فتخبره أن المراد العلم بطلوعها وغروبها وإن لم يرهما، وأن الأذكار السابقة خاصة بالطلوع والغروب دون كل رؤية وعند استقلال الشمس وهو قريب من استوائها. انتهى بحذف دعت إليه الحاجة.
والله أعلم.