الوسوسة في سب الله تعالى لا تضر صاحبها ما دام كارها لها نافرا منها

0 455

السؤال

لدي وساوس قوية في أن لدي أمراضا خطرة بسبب ابتلاء الله لي؛ لأني كنت مذنبا بذنوب - كالعادة السرية مثلا - فقد كنت أمارسها بكثرة, والحمد لله تبت إلى الله، لكن نفسي تقول لي: إن الله سيبتليني بمرض, ومهما حاولت أن أبعد التفكير إلا أنني أرجع وأفكر بأني آذيت نفسي كثيرا, ولا ينطبق هذا على العادة السرية وحدها, بل هنالك أشياء أخرى, فقد أضررت بنفسي كثيرا, لكني تبت إلى الله, وأيضا عندي وساوس أن لدي مرضا روحيا – مسا - ولا أعرف إن كان هذا صحيحا أم لا, لكن أي أعراض تأتيني لأي شيء أبدأ في الشك, لقد تعبت كثيرا, ولا أدري ماذا أفعل؟ وبعض الأحيان لدي وساوس في سب اسم الجلالة - أستغفر الله العظيم - لكن دون إرادة, واعتقدت أني كفرت, وبحثت ووجدت أن هذا يسمى الوسواس القهري, مع العلم أني منذ شهرين ابتعدت عن المعاصي قدر الإمكان, وأقرأ كل يوم سورة البقرة, لكني أحيانا أثناء القراءة تأتيني أفكار لا أستطيع أن أبوح بها, ولا أتكلم بها, مع العلم أني عندما تأتيني هذه الوساوس أتعوذ من الشيطان, وأتفل ثلاثا عن يساري, وأقول: آمنت بالله ورسله, ولاحظت مع الأيام أنها خفت, لكنها لا تزال موجودة, أفيدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فأما ما يعرض لك من الوسوسة في سب الله تعالى ونحو ذلك: فإنها لا تضرك ما دمت كارها لها نافرا منها، وعليك أن تسعى في مجاهدتها والتخلص منها بكل ممكن، واعلم أنك على خير عظيم ما دمت مجاهدا لهذه الوساوس، وانظر الفتوى رقم: 147101 وما فيها من إحالات.

وأما ما يعرض لك من الوسواس بأنك قد أصبت بمس أو نحو ذلك: فهو من تخييل الشيطان لك, وتلبيسه عليك ليحزنك, ويحول بينك وبين الفكر في مصالح دنياك وآخرتك، والمس - وإن كان حقا - إلا أنه لا ينبغي للإنسان المغالاة فيه, والإسراف في اعتقاد وقوعه؛ بحيث كلما عرض له شيء من ألم أو صداع أو نحو ذلك اعتقده مسا، وأمر المس يعالج بالاستعانة بالله, والرقى الشرعية, والدعاء، فالزم هذا الباب فإنه نافع - بإذن الله - سواء وجد المس أم لا.

وأما ما يلقيه الشيطان في قلبك من أنك ستمرض مرضا خطيرا أو نحو ذلك: فعالجه بأن تحسن ظنك بربك تبارك وتعالى, وتعلم أنه سبحانه عند ظن عبده به، وتفكر في صفات رحمته ولطفه وبره بعباده وإحسانه إليهم, فإن ذلك من أعظم ما يذهب عنك هذا الشعور، واستحضر أنه ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فالمقدور كائن ولا بد, ولا معنى للخوف من أمر لم يقع, والحزن على بلاء لم ينزل، فإذا نزل ما تكره فوطن نفسك على الصبر والتسليم لحكم الله عالما أنه هو الخير والمصلحة لك, فإن الله لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له، وما دمت قد تبت من هذه الذنوب فاحمد الله الذي من عليك بالتوبة, واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلن تعاقب - إن شاء الله - على ذنب تبت منه لا في الدنيا ولا في الآخرة، وعليك أن تشغل نفسك بما ينفعك من العلم النافع والعمل الصالح, فإن هذا من أعظم ما تذهب به الوساوس، ولو راجعت أحد الأطباء الثقات كان ذلك حسنا، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا بهذا الخصوص.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة