هل يطلق الزوج امرأته المتدينة بسبب قلة جمالها

0 370

السؤال

تم تحويله من نظام (اتصل بنا)
اسمحو لي أشرح لكم مشكلتي عسى أن تنفعوني ولكم جزيل الشكر والأجر من الله عز وجل.
أنا شاب الحمد لله ملتزم وموفق في كل شؤون حياتي ودراستي ومستقبلي. وعندما بدأت أفكر في موضوع الزواج كادت تردني مصائب الدنيا. أحببت فتاة وحاولت خطبتها واستخرت الله، فرفض أبوها لسبب صغر سنها، فصبرت واحتسبت حتى مرت الأيام وسافرت من بلدي إذ سمعت خبرا أنها خطبت ضاق صدري وانتابني الهم والكرب، ولم أستطع أن أسال أحدا، وكنت أشعر بالعيب أن أسال حتى على أسرتي، فعشت أياما من الهم والحزن لا يعلمها إلا الله، فأصبت في القولون العصبي وتشنجات، فقررت أن أخطب بنت عمي حينها، وأنا أعاني من المرض لأن زملائي في العمل نصحوني أن أتزوج عسى أن يرتاح بالي، وقد كانت تعرض علي من قبل من قبل أحد أفراد أسرتي، وأنا أقول لهم مستحيل أتزوج بها لأني أعاملها كأختي رغم أنها متوسطة الجمال نسبة 40 في المائة، فخطبتها وأنا خارج بلدي ونفسيتي ليست مقتنعة، حتى مرت الأيام.
بعد شهور سافرت بلدي وتفاجأت أن البنت التي كنت أريد أن أخطبها لم يخطبها أحد، فخشيت العيب من أسرتي وإخواني وتحملت نتائج قراري، فعقدت وكتبت الكتاب ونفسي ليست مقتنعة. ونفسي تحدثني أني سوف أستطيع أن أقنع نفسي بها. رجعت إلى مقر عملي وكنت أشك بنفسي أني مصاب بسحر؛ لأني كنت أعاني من بعض أعراض السحر؛ حيث إني كنت أشعر أني مجبر على فعل الشيء ولم يجبرني أحد على فعله. لأن هناك كانت جارتي في المنزل تعرض علي الزواج من بنت أخيها، فرفضت الزواج فشككت أنها هي من وضعت لي السحر في طعام أكلته مع أحد أفراد أسرتها أرسلت به إلى مقر عملي، لأني من بعد ما أكلت من ذلك الطعام (كعك ) شعرت أن حياتي تغيرت بشكل غير طبيعي هم وحزن وكثرة النسيان والمرض ..
والآن أنا في حيرة لا يعلمها إلا الله عز وجل حيث إني أشعر( بكره لزوجتي التي في عقدي ولكني لم أدخل عليها ) وهي تحبني حبا شديدا ومتدينة، فأشعر أحيانا أنها ليست جميلة، وأحيانا أحبها لتدينها، فحياتي الآن كلها هم وحزن وحيرة ( فهل أنا آثم إذ طلقتها لأنه لا يوجد سبب واضح إلا سبب في نفسي أنها ليست جميلة، أو أتوكل على الله وأتم زواجي عسى الحب يأتي بعد الزواج؟.
وأحيانا أشك أن هذ الهم والحزن والكراهية قد يكون بسبب السحر، حيث إني من بعد زواجي وأنا أعاني من الهم والحزن والقلق ولا أستطيع أن أخبر أحدا، لأني لو طلقت سوف تنشأ مشاكل مع أسرتي لأنهم في بداية زواجي تركوا لي حرية الاختيار، وأنا استعجلت وخشيت العيب وخطبت وعقدت. فالآن أعيش عيشة لا يعلمها إلا الله عز وجل، ولم أكلم أحدا في مشكلتي إلا أنتم.
أرجو النصيحة منكم والفتوى هل أتبع نفسي وأطلقها وأتحمل نتائج الطلاق؟ وهل أنا آثم إذا طلقتها بدون سبب؟ أم أصبر وأحتسب عسى الله أن يقذف الحب في قلبي لها.
أرجو ممن تصل إليه رسالتي أن يقرأها بتمعن وينصحني. وأرجو الله أن يكون في ميزان حسناته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يشرح صدرك وينفس كربك ويخفف همك، والذي ننصحك به أولا أن تطرح عنك وساوس السحر هذه جانبا فإنها غالبا ما تكون أوهاما يقذفها الشيطان في قلب المؤمن ولا حقيقة لها، وليس فيها عليك إلا محض الضرر، ولا ينبغي لك أن تتهم بريئا لم تثبت خطيئته، وواظب على الأذكار النبوية المأثورة، فإنها حصن للمسلم من كل سوء ومكروه، وأكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولا بأس أن تعرض حالتك على أحد الرقاة الشرعيين الذين عرفت أمانتهم و ديانتهم، أو على طبيب نفسي لعلك بكل هذا تتفادى حالة القلق والحزن التي تصاحبك.

وعن طلاقك لهذه الزوجة قبل الدخول - وقد أعجبك خلقها ودينها - لأنك لا ترضى جمالها فذلك مما لا ينبغي لأنك حينئذ تكون قد آثرت الجمال على الدين، وقد كره العلماء للخاطب أن ينظر إلى دين المرأة قبل جمالها، لئلا يرضى بدينها ثم لا يعجبه شكلها، فيردها لذلك، فيكون مقدما للجمال على الدين، وقالوا ينبغي أن ينظر إلى الجمال أولا فإن ردها لأجله لم يكن مقدما له على الدين، لأنه لم ينظر بعد إلى الدين.

وهذا في المخطوبة فكيف بالزوجة، وقد تم بينك وبينها عقد سماه الله ميثاقا غليظا.

وبالجملة فالطلاق مباح في الأصل عند الحاجة إليه، وأما عند عدم الحاجة، فإنه مكروه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 43627.

والذي ننصحك به أن تستعين الله وتتم أمر هذا الزواج ولا تقدم على الطلاق، لما في ذلك من خيبة أمل لهذه المسكينة، ولما يترتب عليه من مشاكل أسرية، واحتسب في صنيعك، ولن تندم على ذلك بإذن الله، وسيجعل الله بينكما بعد الدخول مودة ومحبة إن شاء الله. 

ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات