خواطر شيطانية لا تلتف إليها

0 775

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم ‏
شخص عنده مشكلة في كثرة التفكير بالطلاق، والوساوس والأفكار وكل هذا(( حديث نفس )) تراوده بشكل كبير ‏يوميا، سواء في صلاته يفكر في الطلاق، وسواء وهو يمشي، وهو نائم، وفي كل لحظة. ‏
يعني يشعر بنفسه تقول إذا ما وقع كذا وكذا فزوجتي ((طا أو فعلي الطلاق )) يعني كلمة علي الطلاق تقيد على ‏الصغيرة والكبيرة. وبعض الأحيان قد يقع المحلوف عليه وهو مجرد حديث نفس، ولكن يأتيه الشيطان أو الوساوس ‏التي يفكر بها ويقول له ربما تحرك لسانك وتمتم، وهو لا يتذكر أنه نطق، وقد دخله الشك من هذا الأمر. فأفيدوني بارك ‏الله فيكم،علما أنه أصبح يشك بأن زوجته بانت منه من كثر أحاديث النفس التي لا تعد ولا تحصى كما يلي:
‏1/ مرة كنت بمطعم وحدثتني نفسي بأن أحلف بالطلاق بيني وبين نفسي أن أدفع الحساب عن شخص، وقمت بالدفع ‏عنه وهو لا يعلم حتى لا أقع بالنية
2/توفي نسيبي -رحمه الله- وكنت أصلي صلاة الجنازة، وأنا أثناء الصلاة ولساني ‏مشغول بالقراءة، حدثتني نفسي بأن أتصدق عنه قرابة 2700 وتصدقت عنه خوفا من وقوعه.
‏3/مرة كنت أقرأ القرآن، وحدثتني نفسي أن أحلف بالطلاق أن زوجتي لا تسافر معي، وأنا أريدها أن تسافر ، فاتصلت على شيخ ثقة وأخبرته وقال حتى وإن تلفظت أنت موسوس، وفتواك بذمتي خذها وسافر. ‏
ومرة كنت ألعب كرة، وحدثتني نفسي أن أحلف بالطلاق بيني وبين نفسي أن أرمي الكرة، ولم أرمها، فأصابني خوف ‏وحزن
4/ أحيانا أحدث نفسي وأضع الجوال على فمي، وأقوم بالتسجيل لكي أتأكد هل يخرج صوت مسموع أم لا ولم أجد ‏صوتا
5/ذهبت للحج، وكنت أشك بالرمي عدة مرات، كم رميت، وهل سميت أم لا؟ كنت بالطواف أقيد عدد الطواف ‏بورقة وقلم حتى لا أشك ورجعت لي الشكوك بأني لست على طهارة فخالفتها. ‏
‏/ومرة حدثتني نفسي أن أبحث عن سيارة دورية، وجلست ساعات أبحث إلى أن لقيتها، وأنا أعلم أنها حديث نفس، لكن ‏أخاف أن أخلف وتصيبني شكوك، وكل مرة أقول خلاص أريد أن أخالف هذه الأفكار التي تراودني، يصيبني شك يقول إن ‏خالفت فسيقع الطلاق.
ومرة كنت آكل وجبة العشاء، وكان فمي مشغولا باللقمة داخل فمي، وأثناء المضغ شيء بديهي ‏أن يتحرك اللسان، فحدثتني نفسي بأن هناك فتاتان صغيرتان تقولان بابا فقلت بيني وبين نفسي علي الطلاق أنا بابا، وأنا أمضغ اللقمة، فخفت أن تراودني شكوك، تلفظت أم لا . وإن قرأت القرآن بصوت جهري عال تراودني أفكار بأن أحلف ‏بالطلاق أن أقرأ مثلا جزء خلال ربع ساعة، شرط تعجيزي، أضطر أن أقرأه بدون تدبر خوفا من الطلاق.
وباختصار ‏شديد كأن أحدا يجبرني على الحلف بالطلاق بيني وبين نفسي. إن قمت بالشرط المعلق، -أنا أعلم أنه حديث نفس- ‏ذهب الخوف. وإن لم أقم بالتعليق يراودني خوف وشك، وحزن وبكاء . البعض منها يشهد الله أني متأكد مليونين بالمئة أنه حديث نفس ‏والبعض تراودني شكوك، والبعض منها أستفتي، وكلما قلت لشيخ قال لي أنت مريض بسواوس، لا يقع، وأذهب لطبيب لم ‏أقتنع بكلامهم فذهبت لشيخ آخر وقال نفس الكلام،وكل واحدة أستفتي فيها تحدث لي قصة أخرى، وأقعد أحس ‏بخوف وحزن، أحيانا أضطر للبكاء حتى أفرغ ما بداخلي.
رسالة أرسلها لزوجتي يصبنني شك أنها من كنايات الطلاق، ‏فأضيف كلمة: وأنت تحت عصمتي وذمتي. وكنت أصلي شغلتني بصلاتي. أحيانا أدعو ربي إن كان مرضا ‏فاشفنني، وإن كان شيطانا فأبعده عني. فذهبت لطبيب نفسي وقال: أنت موسوس ولماذا لا تتلفظ؟ تلفظ. ‏
وذهبت لطبيب آخر لكي أتأكد، وقال: أنت موسوس، وقلت له: اضرب لي بعض الأمثلة فضرب أمثلة ما شبيهة لحالتي، ‏فارتحت أياما وذهبت، وصرف لي دواء، وبعدها قال تحتاج لتعديل سلوك، وكان يقول لي أنا أفتيك بأن طلاق الموسوس ‏لا يقع، وفتواك بذمتي، لم أقتنع. أحيانا أقول هل أنا فعلا موسوس، أنظر لحالي فعلا أجدني موسوسا، وأحيانا أقول لا أنت ‏تحلف بينك وبين نفسك بإراداتك، وترجع لي الهموم والغم. وأحيانا كأني أجد شخصين داخل رأسي يتحاوران، واحد ‏يقول لي زوجتك باقية بعصمتك، والآخر يقول لي لا قد بانت من كثرة الحلف الذي تقوله.
أصبحت وأنا أمشي أضغط ‏على لساني بالسقف العلوي حتى لا أتلفظ، وأمشي وأشغل نفسي بقراءة المعوذات، وبعض السور.
أحيانا نتشاجر أنا ‏وزوجتي، ويشتد الغضب فيحمر وجهي، ولم أتلفظ بالطلاق، مع العلم أنه كأن شخص يقول لي ط ط فتعوذ من ‏الشيطان واطلع من البيت.
والآن صرت لا أعرف أميز نيتي من كثرة الشكوك. أحيانا أقول أنا أحلف بإرادتي لأن ‏لساني أصبح متعودا، وأحيانا أقول: لا من الوساوس. ذبحتني الهموم والشكوك. فيارب أجرني بمصيبتي ولك الحمد يالله. ‏
وهناك أشياء كثيرة ويحاول الشيطان أن يذكرني بكل ما قلته، سألت حد الشيوخ قال: تجاهل الماضي ولا تلتف إليه، أ‏رتاح قليلا ويعاودني الخوف منها.
إذا أنا زوج فاشل أخبروني، وإذا هي باقيه بعصمتي أخبروني لوجهه الله كي ‏أرتاح، وإذا كانت قد بانت أخبروني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فما دمت على هذا الحال فأنت موسوس، فلا تلتفت إلى هذه الخواطر الشيطانية سواء فيما يتعلق بالطلاق أم غيره، فإن الشيطان يريد أن ينكد عليك حياتك ويفسد عليك دينك، فلا تعجز أمامه ولا تستسلم له حتى لا يقودك إلى ما هو أشد. وكيد الشيطان ضعيف كما أخبر رب العزة والجلال، وأنت معك أقوى سلاح وأمضاه وهو ذكر الله تعالى، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثر من ذكر الله، وحافظ على الطاعات ولا سيما الفرائض منها.

  ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوساوس راجع الفتوى رقم: 3086. وراجع أيضا الفتوى رقم: 191293 ، وهي عن طلاق الموسوس.

  وننصحك بعدم التنقل بين المفتين وسؤالهم بهذا الخصوص، لأن هذا قد يعزز الوساوس في نفسك، والمطلوب إعراضك عنها تماما فذلك من خير ما يعينك في سبيل التخلص منها. نسأل الله لنا ولك العافية من كل بلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة