السؤال
لقد قرأت لكم فتوى بها حديث: ( لا صغيرة مع الإصرار, ولا كبيرة مع الاستغفار), وقد قرأت أن هذا الحديث به ضعف, فهل اختلف العلماء في هذا الحكم على هذا الحديث وهل هو صحيح أم ضعيف؟ مع العلم أنني قد سمعت أحد الأسئلة التي أجاب عنها الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله – وقال: إن هذا الحديث صحيح, فكيف يكون صحيحا وإسناد هذا الحديث ضعيف؟ وقد عرفت أن هناك حديثا صحيحا في ذلك أو رواية, وهي أن رجلا قال لابن عباس: كم الكبائر أسبع هي؟ قال: إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع, غير أنه لا كبيرة مع استغفار, ولا صغيرة مع إصرار.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المرفوع ضعفه ابن رجب في جامع العلوم والحكم, فقال: وروي عن ابن عباس أنه قال: لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، وروي مرفوعا من وجوه ضعيفة، وضعف إسناده أيضا الإمام السخاوي في المقاصد الحسنة، وقال الإمام العجلوني في كشف الخفاء: رواه أبو الشيخ والديلمي عن ابن عباس رفعه, وكذا العسكري عنه في الأمثال بسند ضعيف، فالحاصل أن رواية ابن عباس المرفوعة ضعيفة, ولا نعلم أحدا قال بصحتها.
لكن هناك رواية عن عائشة بلفظ: ما كبيرة بكبيرة مع الاستغفار, ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار، وهذه الرواية أخرجها السيوطي في الجامع الصغير، وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير: (ابن عساكر) في التاريخ (عن عائشة) بإسناد ضعيف لكن للحديث شواهد. اهـ, لكن رد الألباني عليه, وجزم بالتضعيف.
وأما أثر ابن عباس الموقوف فقد رواه ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما, وصحح سنده الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف.
والله أعلم.