السؤال
كيف أتخلص من فكرة التفكير في الزواج؟ فمعظم من في سني من بنات صفي قد خطبن في فترة الصيف, وبقي القليل, فأصبحت أفكر في الزواج طوال الوقت, وأفكر لماذا لم يتقدم لي أحد حتى الآن, رغم أني لست مختلفة عنهن, كيف أوقف التفكير المستمر في الموضوع، فأنا أعرف أن الله عز وجل سيزوجني في الوقت المناسب لي, وفي الوقت الذي يختاره, وأريد أن لا أفكر فيه, وأريد أن أعيش دون التفكير في نصيبي الذي لا أعرف ما هو, ومتى سيأتي, وإن كان كثيرا أو قليلا, فهو من الغيب الذي يعلمه الله, فما هي الطرق التي أشغل نفسي بها وأكون قليلة القلق من المستقبل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحب الزواج غريزة من الغرائز التي ركبها الله تعالى في النفس البشرية، فمن الطبيعي التفكير في أمر الزواج، ولكن لا ينبغي الاسترسال, ولا إضاعة الوقت في مثل هذا التفكير؛ بحيث يشغل المرء بسببه عما فيه مصلحة معاشه ومعاده.
ومن أفضل ما يمكن أن يكون وسيلة للتخلص من هذا التفكير أمور، ومنها:
أولا: الاستعانة بالله تعالى بدعائه والتضرع إليه، فهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، قال تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون {النمل:62}.
ثانيا: شغل الوقت بتلاوة القرآن, وذكر الله تعالى عموما، ففي الذكر طمأنينة القلب وراحة البال، قال الله عز وجل: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}.
ثالثا: تجنب الفراغ, وشغل الوقت بما ينفع من أمر الدنيا والآخرة، ومن ذلك العلم النافع, والعمل الصالح, وصحبة الصالحات.
رابعا: استحضار إرادة الله ومشيئته، وأنه له الأمر من قبل ومن بعد، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، واستشعار علمه وحكمته في ذلك كله، فهذا من أعظم أسباب الرضا والتسليم، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور {الحديد22 :23}, وقال سبحانه: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم {التغابن:11}، قال السلف عن هذه الآية: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم, ومثله المرأة المؤمنة بقضاء الله وقدره.
والله أعلم.