السؤال
مريم تعني أنها أطهر نساء العالمين, ولكني أريد أن أعلم معناها بالضبط؛ لأني سمعت أن الإنسان له نصيب من اسمه, وهو ليس له أصل عربي, وبحثت كثيرا ولم أصل إلى نتيجة, النتائج متعارضة مع بعضها:
فقيل إنها: التي تحب حديث الرجال, أو العابدة, أو المملوءة مرارة, أو الخادمة, أو المحبوبة إلى الله, وبالعبري بحر الأحزان؛ لأن والدتها ولدتها بعد وفاة والدها والأهل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اسم مريم أعجمي، ومعناه في لغتهم: العابدة والخادمة؛ لأن أمها نذرتها لخدمة بيت المقدس، وهذا المعنى هو المناسب لها, قال البغوي في التفسير عند قول الله تعالى { وإني سميتها مريم }: ومريم بلغتهم العابدة والخادمة"
وفي تفسير الألوسي: "ومريم بالعبرية: الخادم, وسميت أم عيسى به لأن أمها نذرتها لخدمة بيت المقدس، وقيل: العابدة، وبالعربية من النساء من تحب محادثة الرجال فهي كالزير من الرجال، وهو الذي يحب محادثة النساء، قيل: ولا يناسب مريم أن يكون عربيا لأنها كانت بريئة عن محبة محادثة الرجال.." اهـ
وفي تفسير البحر المحيط لأبي حيان عند الآية المذكورة: " مريم في لغتهم معناه: العابدة، أرادت بهذه التسمية التفاؤل لها بالخير، والتقرب إلى الله تعالى، والتضرع إليه بأن يكون فعلها مطابقا لاسمها، وأن تصدق فيها ظنها بها, ألا ترى إلى إعاذتها بالله وإعاذة ذريتها من الشيطان؟ وخاطبت الله بهذا الكلام لترتب لاستعاذة عليه"
وأما ما ذكرت من المعاني وما ورد في كتب التفسير فغير مناسب، ولا يعقل أن تسميها أمها الصالحة به .
والله أعلم.