السؤال
أنا خطيب جمعة بمسجد يبعد عن منزلي قرابة 15كيلو, متخرج من كلية الشريعة سنة 1980م، ومنزلي يقع قرب جامع الحي, ويبعد عنه قرابة 60 مترا، إلا أن فئة من الجهلة والفساق استحوذوا على بيت الله هذا منذ عهد المخلوع رئيسنا الهارب, الذي كان لا يعين القائمين على بيوت الله تعالى إلا من الموالين له؛ حتى لو كانوا من الجهلة والفساق ليقطع بذلك الطريق عن الأئمة المختصين، أما إمام الصلوات الخمس بمسجد حينا فلا يحسن القراءة على الإطلاق, بالإضافة لعدم المعرفة بأحكام الصلاة, وغياب المعرفة الواجبة الضرورية بعقيدة السلف الصالح، وأما خطيب الجمعة فهو رأس أفعى بحق، فهو موظف محال على التقاعد, وليس له أدنى مستوى علمي, وهو يؤمن بالخرافات التي تبين شركه, وعلى هذا جاهدتهم في الله, وحاولت تغيير الإطار المشرف على الجامع دون جدوى, ولم أجد من يؤازرني من المصلين بسبب جهلهم, فكان أن تصدوا لي رغم علمهم بكفاءتي, وبدأوا يسببون لي المشاكل مع السلطة, فاخترت ترك الجامع, وأنا الآن أصلي في بيتي ماعدا صلاة الجمعة؛ لأني خطيب وإمام جمعة، وأحرص على الصلاة في مساجد أخرى تبعد عن منزلي, وأتوجه إليها بسيارتي مرة كل ثلاثة أيام على الأقل, وسؤالي: هل من المشروع أن يصلي المسلم الموحد لله تعالى وراء جاهل مشرك, وهو يعلم شركه ونفاقه واستغلاله لأموال بيت الله تعالى؟ وهل يمكن لمسلم أن يطمئن على صلاته وراء إمام يعود إلى بيته ويتخاصم مع زوجته فيسب الله عز وجل تعبيرا عن غضبه؟
نعم - يا إخواني - لقد وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة في تونس، ولذلك اخترت الانزواء في بيتي, وألا أخالطهم؛ حتى لو كان على حساب صلاتي في المسجد.
أنتظر رأيكم وملاحظاتكم, وشكرا جزيلا على الخدمة.