السؤال
ما صحة حديث: "اللهم أرنا الأشياء كما هي"؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ المذكور، وورد في صيد الخاطر لابن الجوزي، قال: قد جاء في الأثر: اللهم! أرنا الأشياء كما هي! وهذا كلام حسن غاية، وأكثر الناس لا يرون الأشياء بعينها، فإنهم يرون الفاني كأنه باق، ولا يكادون يتخايلون زوال ما هم فيه، وإن علموا ذلك؛ إلا أن عين الحس مشغولة بالنظر إلى الحاضر، ألا ترى زوال اللذة، وبقاء إثمها؟! ولو رأى اللص قطع يده، هان عنده المسروق. اهـ
وجاء في كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري: "قال الشيخ أبو مدين المغربي: ينبغي للسالك أن يقول دائما - بعد امتثال الأوامر واجتناب النواهي - إلهي أرنا الأشياء كما هي، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، وأرنا الحق حقا, وارزقنا اتباعه وارتكابه".
وجاء في شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين: "ومن أدعية من تقدم: اللهم أرنا الحق حقا وألهمنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا، وألهمنا اجتنابه".
والله أعلم.