كراهة الوسواس في العقيدة دليل الإيمان

0 229

السؤال

أنا أؤمن - والحمد لله – بكل صفات الله جل وعلا, ولكني منذ فترة حدثتني نفسي بصفة العقل, فهل هي صفة لله أم لا؟ ثم استغفرت الله, ولكن الشيطان ما زال يوسوس لي, وأنا أعمل جاهدة لطرده, فهذه الأفكار لا تليق بالله جل وعلا, وسؤالي الآن: هل أنا آثمة أو كافرة - والعياذ بالله -؟ فأنا خائفة جدا من غضب الله علي.
أجيبوني - جزاكم الله خيرا - وأرشدوني لما يجب علي فعله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن حديث النفس، ووساوس الشيطان، والخواطر التي تمر بالقلب دون أن يطمئن إليها لا يؤاخذ الشخص بها شرعا ما لم يتلفظ بها صاحبها, أو يعمل بمقتضاها, ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. وإن كانت هذه الوساوس تتعلق بالعقيدة والإيمان، ولكن النفس تأباها وتكرهها، فإن ذلك هو الإيمان أو صريح الإيمان, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به, قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان"
ونظم هذا المعنى بعض الفضلاء فقال:
وما به يوسوس الشيطان    * والقلب يأباه هو الإيمان

فلا تحاجج عنده اللعينا    * فإنه يزيده تمكينا.

فينبغي للمسلم إذا وجد شيئا من ذلك أن يقطعه عن نفسه، ولا يسترسل فيه.

وليتغلب العبد على الوسواس الذي يصيبه عليه أن يصدق في الالتجاء إلى الله ‏تعالى, ويلهج بالدعاء والذكر ليكشف عنه الضر ويدفع عنه البلاء، وليطمئن قلبه,‏ قال تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون {النمل: 62}, وقال تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد: 28}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة