السؤال
الشكر الجزيل لكم على هذا العمل, وأسأل الله أن يجزيكم أضعاف ما ترجون من أجر.
أظن أني مريض بالوسوسة - والحمد لله - وأنوي العلاج قريبا - إن شاء الله -, وأرجو منكم الإجابة عن جميع هذه الاستفسارات, وإن كانت كثيرة, لكنها في موضوع واحد, فإن في ذلك راحة كبيرة لي من هذه الاستفسارات والوساوس.
كنت علمت من الفتاوى هنا ومن سؤال سابق أن تعليق الطلاق على الزواج من امرأة ليس فيه شيء على قول الجمهور, فهل أستطيع العمل بهذا القول مهما كان المذهب الذي أتبعه؟ علما أن المذهب المالكي والحنفي لا يتفقان مع هذا القول حسب ما علمت, وأنا كنت في الصغر أتبع وأتعلم المذهب الشافعي, ثم بعد ذلك لم أعد أعير موضوع المذاهب كثيرا من التفكير, ومع القراءة لبعض آراء المذاهب الأخرى أعجبتني بعض آرائهم مثل: ابن تيمية وابن حزم والحنفي وبعض العلماء المعاصرين, وربما قد كنت عملت بها, فهل أخذي بقول الجمهور في هذه الحالة يعتبر نفاقا أو تلفيقا أو غير جائز وباطل, بحيث يعتبر دخولي بالمرأة بعد الزواج منها زنا - والعياذ بالله -؟ وهل يلزمني أن لا أتبع آراء معينة للحنفي أو المالكي في موضوع الطلاق أو غيره من المواضيع؟ وماذا لو كان رأي الحنفي والمالكي هو الصحيح؟ فهل يعتبر دخولي بهذه المرأة بعد الزواج منها زنا؟ وقد علمت أيضا أن فتاوى ابن حزم يسيرة في موضوع الطلاق, فهل أستطيع اتباعها لاحقا إن أردت أم لا؟ وهل علي أن أقتنع بالرأي قبل الأخذ به إن كان العالم ثقة؟ علما أنني كنت قد أخذت بعض الدروس في الفقه والتجويد وغيرها في مسجد, وأستطيع الفهم بدرجة مقبولة, وإن كان يجب علي أن أقتنع فسوف أشكك بأي رأي اقتنعت به بسبب الوسوسة.
- أنا قد أكون قد علقت الطلاق - أثناء حديث ما في موضوع الطلاق, عن طريق لفظ خطأ - على فتاة كنت أنوي الزواج بها, فعلى فرض أن هذا التعليق قد تم فهل أستطيع أن ألغيه؟ علما أنني لم أتزوج الفتاة بعد, كما أني قد لا أتزوجها, ولكني أسأل في حال أقدمت لاحقا على الزواج منها.
- في مرة تلفظت بالتالي: "إني ألغي تعليق الطلاق على فلانة" أو ما في معناه, فهل يجوز ذلك؟ وهل يلغى إن كان قد تم سابقا؟ وهل من الممكن أن يثبت هذا التلفظ تعليقا للطلاق ويجعله قائما في حال لم أكن قد علقته سابقا؟
- كنت أتحدث مع شخص بموضوع تعليق الطلاق, ثم بسبب الوسوسة قلت: "أنا لم أعلق الطلاق" وربما كان بشكل سؤال, أو بشكل تأكيدي, وربما لم أكن أنتظر إجابة, وإنما كنت أكرر على مسمعي أني لم أفعل ذلك حتى أريح نفسي من وسوسة لاحقة, أو حتى أسمع تأكيدا من هذا الشخص المستمع أني لم أقم بذلك, ثم أكملت الحديث, وبعد ذلك أعدت نفس السؤال مرة ثانية: "إنني لم أعلق الطلاق", ثم قلت: "إني عندما سألت عن إن كنت قد علقت الطلاق ليس في ذلك شيء؟" وأقصد أنني في السؤال الثاني لم أثبت على نفسي أي تعليق بسبب التلفظ بهذا السؤال, ثم أردت أن أقول أن السؤال الأول هو نفس السؤال الثاني, ولكن بعد أن نطقت بذلك أو بشيء مشابه شعرت بضيق, وأنني ربما قد نطقت بشيء بالخطأ يثبت علي تعليق الطلاق, وبعد ذلك بفترة قصيرة - ربما مباشرة, أو بعد دقائق - حاولت أن أتذكر ما قلت فلم يخطر في بالي في البداية غير ما أردت قوله, ثم فكرت أني إن كنت قد نطقت بشيء بالخطأ فسيكون على الأغلب كالتالي: (أنا عندما علقت الطلاق فليس بذلك شيء) بصيغة سؤال أو إبداء رأي, عوضا عن قصدي:(أنا عندما سألت عن تعليق الطلاق في المرة الأولى فليس في ذلك شيء), فهل التلفظ بشيء مماثل يثبت تعليقا للطلاق؟ علما أنني على الأغلب لم أذكر التعليق على ماذا, أو على الأغلب لم أذكر اسم البنت, لكنا كنا نتحدث ونعرف أن الموضوع هو تعليق الطلاق على الزواج, وأنا وهو أيضا نعرف اسم البنت التي أنوي الزواج بها, ويبدو من كثرة أسئلة أو عبارات: (لم أعلق الطلاق) أثناء هذا الحديث أن هذا دليل أنه ليست لدي أي نية في تعليق الطلاق, فما هي الشروط والأركان التي يجب التلفظ, أو نيتها حتى يكون تعليق الطلاق صحيحا؟ وهل يجب التلفظ بالشرط أو تحديد المرأة؟ وهل يعتبر هذا تشكيكا بالتلفظ بالطلاق؟ علما أنني قد أشكك الآن في ما قلت سابقا بسبب النسيان, ولكني قد أكون في السابق متأكدا أنني تلفظت بشيء قد يثبت علي تعليق الطلاق, وإلا لما شعرت بالانزعاج والضيق سابقا, وربما كان هذا الانزعاج بسبب الوسوسة بسبب التلفظ بكلمة الطلاق في سياق كلام, ونسياني لما تلفظت به حرفيا بعد الانتهاء مباشرة من تلفظي بهذا الكلام, وهل في كتابتي هنا أو في ما حذفت أثناء تنسيق ما أكتب ما يثبت علي شيئا من الطلاق ؟ ولو أن ما قد كتبت وحذفت ونسقت كان على ذاكرة الجهاز وأرسلت السؤال على الإنترنت في يوم لاحق, وبقيت نسخة مما كتبت على ذاكرة الجهاز فهل في ذلك شيء؟