المدة التي يمكثها عيسى ابن مريم بعد نزوله

0 522

السؤال

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وهو خليفتي على أمتي، وهو نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع يضرب إلى البياض والحمرة، يكاد رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، يمشي بين ممصرتين، يدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويفيض المال، ويضع الجزية، ويقاتل على الإسلام حتى تهلك في زمانه الملل كلها، فتقع الأمنة في الأرض، فترعى الإبل مع الأسود، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان مع الحيات فلا تضرهم شيئا، فيلبث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المؤمنون".
السؤال: في هذا الحديث قوله: ((فيلبث في الأرض أربعين سنة)) ماذا يفيد حرف الفاء في قوله ((فيلبث))؟ هل يفيد الترتيب والتعقيب فيكون المعنى أن عيسى عليه السلام سيلبث في الأرض أربعين سنة غير التي عاشها في قومه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث المذكور قد رواه الحاكم في المستدرك بلفظ يختلف عن ما ذكر قليلا، وقال عنه الذهبي في التلخيص: صحيح, ولفظه : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن روح الله عيسى ابن مريم نازل فيكم, فإذا رأيتموه فاعرفوه, رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران, كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام, فيهلك الله في زمانه المسيح الدجال، وتقع الأمنة على أهل الأرض؛ حتى ترعى الأسود مع الإبل، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان مع الحيات، لا تضرهم فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى, ويصلي عليه المسلمون.

وفي خصوص ما سألت عنه من معاني الفاء فجوابه: أن الفاء في اللغة تكون عاطفة, وتفيد الترتيب المعنوي, والذكري, والتعقيب, والسببية، وتكون رابطة للجواب, وتكون زائدة... وقد بينا كل ذلك مع أمثلته في الفتوى رقم: 52958 فراجعها.

وعلى أية حال: فمعنى: فيمكث أربعين سنة أنه يمكث هذه المدة مع المسلمين الذين كان الحديث عنهم؛ ولم يرد ذكر هنا لفترته السابقة مع قومه؛ حتى يقال بأن تلك المدة محسوبة من الأربعين, وجاء في بعض روايات الحديث العطف بثم التي تفيد الترتيب مع الانفصال، ففي الحديث عن الدجال يقول صلى الله عليه وسلم: فينزل عيسى عليه السلام فيقتله، ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إماما عدلا، وحكما مقسطا. أخرجه ابن حبان وأحمد وابنه وابن منده وغيرهم وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة