خطورة الوساوس والاستسلام لها

0 667

السؤال

تزوجت منذ سبعة شهور تقريبا, وحالتي النفسية سيئة جدا, وبداية خلافي مع زوجتي هي أنها كانت تأتيني أحلام عن الخيانة ونحوها, وبدأت تدخل في الشك, وأصبحت لا أحس بالراحة, وصرت كثير التفكير في الانفصال, وقلت لزوجتي: "إني غير مرتاح", فقالت لي: "طلق", فقلت لها: "طيب, لكن ليس الآن", فقالت: "سأذهب لأهلي:, قلت لها: "حسنا", ولم يكن في نيتي الطلاق أبدا, ثم كبرت الخلافات, ووصلني عن طريق الأهل كلام على لسانها فغضبت وقلت: "شكلي بتركها" – هذا ما قلته بسبب القهر - وكان لي نية في الانفصال, لكني بلفظ: "بتركها" لم أكن أقصد الطلاق, وهي حامل الآن, وكل يومين أو ثلاثة يصلني كلام وأغضب وأقول: "خلاص بتركها" والقصد هو التلفظ بالكلمة من القهر دون أن أقصد إيقاع الطلاق, ثم وصلني كلام مرة أخرى فغضبت وأخذت الجوال لأتصل بها, وقلت: "الحين أقول لها: أنت طالق" وخرجت مني الكلمة دون قصد, فقد زل لساني, ثم أتتني نية أن أطلق مرة واحدة, وهي عند أهلها طول هذه الفترة, وهي حاليا حامل منذ بداية المشاكل, ولها شهران, ثم أيقظني أبي للفجر, وقال: "أنت قلت لها كذا وكذا" فغضبت, وكتبت لها رسالة: "أنت طالق", وكانت نيتي أن تكون واحدة, وكنت مترددا, وبعد فترة قلت لأبي: "أريد أن أرجعها فكلم أباها" ورفض, ثم غضبت وقلت: "ابحثوا لي عن زوجة, فأنا أريد أن أتزوج" ثم فكرت في إرجاعها, وكنت أرسل لها رسائل كتبت فيها: "أبي أرجعك" ولم تكن ترد علي, وكنت أعيش حالة سيئة جدا من التفكير, وكلما أردت النوم أو كنت خاليا يأتيني موضوع الطلاق والانفصال, وهناك شيء في داخلي يطلب مني دائما أن أنطق بكلمة الطلاق وأريح نفسي, وكنت أتحاشا هذه الأفكار, لكني تعبت – والله - وأنا في دوامة الوسوسة الآن, وقد علمت من خلال بحثي في النت أن الطلاق يقع بالصريح والكناية, وقد كنت أفكر في الانفصال سابقا؛ لأني لست مرتاحا؛ بسبب الشك والأحلام, وكنت أذهب بها إلى أهلها وأقول لأهلي: "شكلي بتركها وبخليها عند أهلها" وكنت أتجنب اللفظ الصريح؛ لأني كنت خائفا من النطق بها فأنا أحبها, وأنا الآن خائف من ثلاثة أمور:
قبل الخلافات: أخاف أن أكون قد طلقتها بالكناية, هذا أولا.
ثانيا: أخاف أني عندما قلت سأرجعها ثم قلت: "لا بتركها" - ولم أقصد بكلمة "بتركها" وقوع الطلاق - ثم قلت "برجعها" - وكلها خلال شهرين وهي عند أهلها – أن تكون رجعت لي ثم بكلمة "بتركها" - دون نية لفظ الطلاق - صارت طلقة, وكلها في حالات غضب, فأخاف أن تكون الطلقات أصبحت ثلاثا, مع العلم أني لم أكن أعلم كيف تحصل الرجعة, ولم أكن أعلم أن كلمة: "أبي أرجعها" تحصل بها الرجعة, فقد كنت أجهل هذا الشيء وعرفته من النت, وصرت أوسوس في الرجعة.
ثالثا: توكلت على الله وأرجعتها وتكلمت معها, وهي حاليا عند أهلها لأجل الحمل, ولأجل حالتها النفسية, ومن المحتمل أن يكون عندها وحام كراهية الزوج, فهل فعلي صحيح؟
رابعا: قلت لها قبل الخلافات وقبل أن تحمل: "بعد أن أعمل لك عملية النظر بعد ثلاثة شهور راح نترك بعض" ولم أعمل العملية إلى الآن, فهل لو عملت لها العملية سيقع الطلاق؟ وقد قلت لها ذلك لأني لست مرتاحا, وأريد أن أعرف مدى حبها لي, وردة فعلها, وأنا خائف, فأرجو أن تردوا علي في أسرع وقت؛ لأني تعبت كثيرا وأريد الإجابة, وخائف أن يكون عيشي معها حراما, وأن أتعذب يوم القيامة, وقد سألت أبي فقال لي: أزل جميع هذه الأفكار من رأسك, وأخاف أن أسمع كلام أبي ثم يوم القيامة يتعذب أبي, كما أني أخبرت قريبا لي ملتزما بالأمر فقال لي نفس ما قال أبي: "هذه الأفكار من الشيطان فأزلها من رأسك" فأفتوني - بارك الله فيكم -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فما دمت كتبت رسالة بطلاق زوجتك قاصدا بها الطلاق فقد وقعت تلك الطلقة, وما عدا ذلك مما ذكرته فلا يترتب عليه طلاق, فأغلبه وساوس لا أثر لها.

وما دمت قد أرجعت زوجتك فالرجعة صحيحة وزوجتك في عصمتك.

وإذا أجريت لزوجتك العملية التي وعدتها بها فلا يقع عليها طلاق بذلك, ولا يلزمك شيء بهذا الوعد، فأمسك زوجتك, وأعرض عن الوساوس جملة وتفصيلا، وراجع الطبيب النفسي, واستعن بالله, وأكثر من دعائه أن يصرف عنك شرها،

وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى أرقام: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة