السؤال
أريد أن تعطوني كل الأحاديث التي تتحدث عن طلوع الشمس بين قرني الشيطان, وما معناها؟ وهل توجد أحاديث صحيحة تقول: "إن الشمس تغرب بين قرني الشيطان"؟
شكرا.
أريد أن تعطوني كل الأحاديث التي تتحدث عن طلوع الشمس بين قرني الشيطان, وما معناها؟ وهل توجد أحاديث صحيحة تقول: "إن الشمس تغرب بين قرني الشيطان"؟
شكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من الأحاديث التي يذكر فيها طلوع الشمس وغروبها بين قرني شيطان ما رواه الشيخان، واللفظ لمسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: وقت الظهر إذا زالت الشمس, وكان ظل الرجل كطوله، ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان.
وفي رواية لمسلم: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار.
وفي رواية لأبي داود عن العلاء بن عبد الرحمن أنه قال: دخلنا على أنس بن مالك بعد الظهر، فقام يصلي العصر، فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة أو ذكرها، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس فكانت بين قرني شيطان، أو على قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا. صححه الألباني.
وفي رواية له عن عمرو بن عبسة السلمي، أنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، فصل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى تصلي الصبح، ثم أقصر حتى تطلع الشمس، فترتفع قيس رمح، أو رمحين، فإنها تطلع بين قرني شيطان، ويصلي لها الكفار، ثم صل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى يعدل الرمح ظله، ثم أقصر، فإن جهنم تسجر، وتفتح أبوابها، فإذا زاغت الشمس، فصل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة، حتى تصلي العصر، ثم أقصر، حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، ويصلي لها الكفار.
وفي سنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها؛ فإنها تطلع بين قرني شيطان.
وقد ذكر شراح الحديث عدة معان لطلوع الشمس وغروبها على قرني الشيطان أرجحها - كما قال النووي وغيره - أن الشيطان يقابلها أو يحاذيها بقرنيه - أي: جانبي رأسه - عند طلوعها وغروبها؛ لأن الكفار يسجدون لها حينئذ فيقارنها؛ ليكون الساجدون لها كأنهم ساجدون له؛ قال النووي: قيل: القرنان ناحيتا الرأس، وأنه على ظاهره، وهذا هو الأقوى, قالوا ومعناه: أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجدون لها من الكفار كالساجدين له في الصورة، وحينئذ يكون له ولبنيه تسلط ظاهر, وتمكن من أن يلبسوا على المصلين صلاتهم؛ فكرهت الصلاة حينئذ صيانة لها، كما كرهت في الأماكن التي هي مأوى الشيطان.
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: كره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في الوقت الذي يسجد فيه عبدة الشمس للشمس، وأعلمنا أن الشياطين حينئذ - أو أن إبليس في ذلك الوقت - في جهة مطلع الشمس، فهم يسجدون له بسجودهم للشمس، ويؤمونه.
والله أعلم.