السؤال
جزاكم الله خيرا, وثبتكم الله, وزادكم من فضله.
أريد أن أسألكم عن حالتي: فعندما يقوى إيماني بالذكر وقراءة القرآن تخف عندي الشكوك والوساوس لدرجة كبيرة, لكني عندما أقصر في ذلك تزيد حتى يضيق صدري بها, ولا أعلم هل صلاتي مقبولة أم لا, فعندما يأتيني في أحد الأيام شك عابر أعمل بغلبة الظن - لأني أكون شبه متأكد أني قمت بالفعل - أو أقوم بالبناء على الأقل, ولكن المشكلة عندما تزيد الشكوك فهي وساوس متنوعة تبدأ بالنجاسات, وبعدها تزداد لتصل إلى الصلاة من قراءتي للفاتحة, وعندما أصلي النفل منفردا فإني أرفع صوتي نسبيا حتى أسمع نفسي, وإذا كنت في صلاة الجماعة فإني أخفض صوتي, لكني أحيانا قد أعيد الآية مرتين لأني أشك في قراءتها, وهذا شبه يومي, وتأتيني وساوس في التشهد, وأحيانا في الصلاة الإبراهيمية, وتأتيني أحيانا وساوس متعلقة بخروج الريح, ووساوس في تكبيرة الإحرام, وكذلك أيضا تأتيني وساوس في التسليم: هل سلمت من الصلاة أم لم أسلم؟ وذلك يقل ويزيد بحسب قوة الإيمان والعزيمة, وقد قرأت في إحدى الفتاوى أن ضابط من استنكحه الشك أن يعرض له في كل يوم ولو مرة, ويبني على الأكثر, أما من يأتيه يوما ويذهب عنه يوما فيجب أن يبني على الأقل, وفي أحد الأيام - الجمعة بالتحديد -أصابني شك في صلاة الفجر - أكرر قراءة الآية من الفاتحة أكثر من مرة – وفي صلاة الجمعة - هل سلمت أم لم أسلم – وأتاني هذا الشك عندما شارفت على الخروج من المسجد ولم ألتفت إليه وقتها, وفي العصر أتاني شك: هل نسيت سجودا أم لا, وكنت فيها الإمام, لكني لم ألتفت إليه؛ فغلبة ظني أني قمت به, ولم ينبهني المأمومون فلم ألتفت إليه, وفي العشاء أتاني الشك في التسليم وأنا أقرأ أذكار ما بعد الصلاة فأعدت التسليم وسجدت للسهو بعد السلام, وهذا كله مع وجود ضيق في الصدر.
باختصار - فضيلة الشيخ - عندما يقوى إيماني تقل الوساوس لدرجة كبيرة, وعندما تكثر الهموم وتقل العزيمة تزداد الوساوس تدريجيا, إلى أن يضيق صدري بها, وتنتقل من الشك في النجاسة إلى الصلاة, وهكذا, وعندها لا أخشع, وأضعف, ولا أدري هل صلاتي صحيحة أم لا, حتى أني أخاف من بطلان صلوات قمت بها, مع وجود شكوك فيها ولا أعيدها, فأخاف أن يكون الله قد غضب علي ببطلان تلك الصلوات, فهل ما أقوم به من عدم الالتفات صحيح؟ ومتى أبني على الأقل؟ وما حكم كل الصلوات التي ذكرتها, هل أعيدها؟
آسف للإطالة, وجزاكم الله خيرا.