احتواء اللفظ القرآني للمعاني الكثيرة من المعجزات

0 314

السؤال

رجعت للقواميس والتفاسير ووجدت أن معنى قول الله تعالى: (بلسان عربي مبين) واضح معبر عن المقصود فكيف يقول الله تعالى: إن القرآن واضح معبر عن المقصود ثم نجد اختلافات في التفاسير من قبل علماء اللغة؟ فهل معنى ذلك أن القرآن غير واضح أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تعارض بين كون القرآن أنزل بلسان عربي مبين، وبين كون المفسرين يختلفون  في بعض معاني ألفاظه، فطبيعة اللسان العربي تملي هذا الاختلاف؛ إذ في اللغة المشترك الذي تتعدد معانيه ووجوهه، وفيها المترادف الذي يتعدد اسمه مع اتحاد مسماه، واحتمال ألفاظ القرآن الكريم للمعاني الكثيرة والوجوه المتعددة من أنواع الإعجاز، فكيف يكون نقصا أو مثار جدل.

قال السيوطي: وقد جعل بعضهم ذلك من أنواع معجزات القرآن, حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجها وأكثر وأقل, ولا يوجد ذلك في كلام البشر. وراجع الفتوى رقم: 120297 .

ولاختلاف المفسرين أسباب عديدة ذكرها ابن جزي في التسهيل لعلوم التنزيل فقال: فأما أسباب الخلاف فهي اثنا عشر:

الأول: اختلاف القرآن.

الثاني: اختلاف وجوه الإعراب - وإن اتفقت القراءات -.

الثالث: اختلاف اللغويين في معنى الكلمة.

الرابع: اشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر.

الخامس: احتمال العموم والخصوص.

السادس: احتمال الإطلاق أو التقييد.

السابع: احتمال الحقيقة أو المجاز.

الثامن: احتمال الإضمار أو الاستقلال.

التاسع: احتمال الكلمة زائدة.

العاشر: احتمال حمل الكلام على الترتيب, وعلى التقديم والتأخير.

الحادي عشر: احتمال أن يكون الحكم منسوخا أو محكما.

الثاني عشر: اختلاف الرواية في التفسير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن السلف - رضي الله عنهم -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة