كفارة من حلف عدة أيمان وحنث فيها

0 232

السؤال

أنا كنت أحلف كثيرا في الماضي, لكني تبت - ولله الحمد - فقد كنت أحلف كثيرا ودون اهتمام, وربما حلفت يمينا غموسا, ويمينا منعقدا كاذبا, وأحنث في اليمين, لكني لا أذكر أبدا كم حلفا حلفت, إلا أنها كثيرة, ومن شتى أنواع الحلف, فماذا علي الآن؟ هل أدفع كفارة؟ وكم كفارة أدفع؟ أم ليس علي كفارة؟
ساعدوني – أرجوكم- وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي للمسلم أن يكثر من الحلف بالله تعالى؛ لأن كثرة الحلف أمر مذموم شرعا، فقد قال تعالى: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس {البقرة:224}, قال العلماء: لا تكثروا الحلف بالله - وإن كنتم بارين مصلحين - فإن كثرة الحلف بالله ضرب من الجرأة عليه.

وقد أحسنت عندما تبت إلى الله تعالى؛ فإن الله يحب التوابين ويقبل توبتهم.

وعليك أن تخرج الكفارة عن كل يمين حنثت فيها؛ فمن حلف عدة أيمان على شيء واحد كفتها كفارة واحدة.

وأما من حلف على أشياء مختلفة وحنث فيها فإنه تلزمه الكفارة عن كل يمين حنث فيها.

فإن كنت لا تعلم عدد ما حنثت فيه فعليك أن تحتاط في معرفتها، وتعمل بما يغلب على ظنك، ثم تكفر عنها؛ فقد أجابت اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية عمن نسي عدد أيمان كان قد حنث فيها فقالت: والأيمان إذا تعددت فإن كانت على شيء واحد كفتها كفارة واحدة, إذا لم يكفر عن الأولى، مثل: أن يقول: (والله لا أكلم فلانا) ، ويكرر ذلك كثيرا ثم يكلمه، وإن تعدد جنس المحلوف عليه مثل أن يقول: (والله لا أكلم فلانا) ثم يكلمه، (والله لا أسافر إلى كذا) ثم يسافر, وهكذا، فلكل يمين كفارتها، وعليك الاحتياط لنفسك بالكفارة؛ مما يغلب على ظنك أنها تبرأ به ذمتك. انتهى. وراجع هذه الفتوى: 122589.

وأما يمين الغموس فإنها أعظم من الكفارة عند جمهور أهل العلم، فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وذهب بعضهم إلى لزوم الكفارة فيها مع التوبة، وهو الأحوط, وانظر الفتوى: 110773.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة