السؤال
أنا فتاة في ريعان شبابها، كنت لا أعرف عن أمور النكاح وما شابهها إلى أن دخلت إلى المتوسط، وأخبرتني فتاة عن كل شيء يحدث بين المرء وزوجه، وأثارتني، وبدأت بالبحث عن هذه الأمور إلى أن تطورت معرفتي بها كثيرا، وللأسف اكتشفت الطريق السري لمشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة الاستمناء، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشاهده، ولكن في السنة الأخيرة علمت حكمها، وحاولت التخلي عنها قدر المستطاع. في بعض المرات أتوب إلى ربي، وأدعو ربي أن يخلصني من هذه العادة القبيحة، وأبكي في آخر الليل، ولكن عند ما يأتيني الطمث أو الدورة الشهرية تأتيني شهوة قوية جدا، أحاول التخلص منها ولا أستطيع، وأرجع إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، والاستمناء ( ممارسة العادة السرية ) وهكذا حالي أنقطع، وأتوب إلى ربي، وأبكي وأستغفر لعل ربي يغفر لي خطيئتي، ولكن أرجع إليها مرة أخرى، علما أني الآن بالثانوية. كتبت منذ زمن نفس مشكلتي ولكن لا حياة لمن تنادي، وأخشى أن أقول لأمي وأبي، فيغضب أبي جدا ويضربني أمام إخوتي، علما أن أبي ملتزم، ودائما ينهاني عن مشاهدة الأفلام العادية مثل أفلام التحقيق، أو أفلام كوميدية، وأبي دائما يركز علي في نصحه؛ لأنه يعلم بأني متميزة في الإلكترونيات، وباستطاعتي أن أفعل بها أي شيء.
أرجو أن أجد حلا لمشكلتي، علما أني ملتزمة: أصلي، وأقوم الليل، وأصوم، وأستغفر ربي، ولا أسمع الأغاني، ولا ألبس القصير فوق الركبة، ولكن مشكلتي هي التي دمرت وخربت لي حياتي وديني وأخاف ربي بأن لا يقبل لي توبة مرة أخرى .
أرجوكم أريد حلا تعبت من هذه المسألة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحا، ثم اعلمي -هداك الله- أنه لا يشرع لك إخبار أحد، لا والدك ولا غيره بما يقع منك من ذنب، فإن الأولى للمسلم إذا ألم بمعصية أن يستتر بستر الله. واعلمي كذلك أن الله تعالى غفور رحيم، فإياك أن تتركي التوبة مهما تكرر منك الذنب، فإن الله لا يزال يغفر لعبده ما استغفره وتاب إليه، والذي ننصحك به أن تدعي الخلوة بنفسك مع هذه الأجهزة، بل احرصي على ألا تشاهدي شيئا إلا بحضرة أسرتك ليكون ذلك زاجرا لك عن مشاهدة ما لا يليق، واشغلي نفسك بما ينفعك من حفظ كتاب الله تعالى، والاستماع إلى المحاضرات الدينية، وقراءة الكتب النافعة ونحو ذلك؛ فإن الاشتغال بما ينفع أعظم مبعد عن هذه القاذورات، واصحبي أهل الخير والصلاح ممن تستعينين بصحبتهن على طاعة الله تعالى، واستحضري اطلاع الله عليك ومراقبته لك وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، فاستحيي منه سبحانه أن يراك حيث نهاك وأن يفقدك حيث طلبك، واجعلي شكر نعمته عليك بأن مكنك من التعامل مع هذه الأمور أن تسخريها في طاعته وتستعيني بها على مرضاته، وأكثري من فعل الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأديمي التوبة والاستغفار واللجأ، والتضرع إلى الله سبحانه بإخلاص وصدق؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وجاهدي نفسك ولا تيأسي؛ فإن بالمجاهدة الصادقة يبلغ العبد بإذن الله ما يريد، قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.
نسأل الله أن يصرف قلوبنا وإياك عما يكره إلى ما يحب.
والله أعلم.