السؤال
أنا مصابة بالشلل الذي أقعدني عن الزواج وتكوين أسرة مثل بقية النساء وبلغت من العمر السابعة والثلاثين وشهوتي قوية لذلك فأنا أمارس العادة وأشاتي الرجال جنسيا؛ رغم أنني أصلي وأصوم وأحفظ القرآن الكريم ولم أخطئ مع أحدهم فعليا، لكنني بشر ولم أرتكب ذنبا حتى أحرم مما يتمتع به غيرى، أريد الكف لكنني لا أقدر عليه، فماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء وأن يرزقك طمأنينة النفس وهدوء البال، وأن يرزقك زوجا صالحا يعفك فإنه خير مسئول وخير مجيب.
ونصيحتنا لك أولا بأن تتوجهي إلى ربك وتسأليه الهدى والتقى والعفاف والغني كما جاءت بذلك السنة النبوية، فالدعاء من أفضل ما تقضى به الحاجات وتزال به الكربات، ولا تيأسي، فالله تعالى على كل شيء قدير وكل أمر عليه يسير، قال الله تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.
وليس الشلل بمانع من الزواج طبعا وشرعا، هذا مع العلم بأنه لا حرج على المرأة شرعا في البحث عن الأزواج الصالحين أو عرض نفسها على من ترغب في زواجه منها، وسبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 18430.
وممارسة العادة السرية لا تجوز، وهي من العادات القبيحة التي تضر ببدن الإنسان ودينه، وسبق بيان شيء من أضرارها بالفتوى رقم: 7170، وضمناها أيضا بعض سبل العلاج منها.
ومحادثة المرأة للرجال الأجانب لا تجوز إلا لحاجة سواء عبر الشات أم غيره، وإذا كانت تحادثهم في أمور الجنس فالتحريم آكد والإثم أشد، وهذه المحادثة دليل غفلة عظيمة عن الله تعالى وعن لقائه والوقوف بين يديه للحساب وعرض الموازين، قال تعالى: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا {الكهف:49}.
وقال: اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون {يس:65}.
وفي الختام نقول لك: استعيني بالله واصبري، فإن فعلت كان الله معك وحفظك بحفظه ورعاك بعنايته، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين {البقرة:153}.
فاتقي الله حق التقوى، وغالبي الشيطان والهوى، قال الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.
والله أعلم.