حول مسألة عصر الذكر وسلس البول

0 324

السؤال

أنا طالب عمري 18 سنة، أتاني ‏وسواس قبل سنة تقريبا أني لا ‏أستنجي من البول بشكل صحيح، ‏فبدأت أسلت ذكري لكي أخرج كل ‏البول، وحسبي الله ونعم الوكيل. هذا ‏كان بداية طريق طويل؛ لأني بعد هذا ‏بدأت أحس بخروج قطرات بول، ‏فكنت أتأكد، فبعض الأوقات أجد شيئا ‏وبعض الأوقات لا، ولكن الوضع ‏تطور؛ لأني تأكدت أنه يخرج مني ‏قطرات بعد البول، وقرأت فتواكم ‏وعملت بها، ولكن هي تنص على أن ‏ما تعدى نصف الوقت جاز فيه الأخذ ‏بعذر صاحب السلس، وأنا كما قلت ‏طالب وأنا المسؤول عن أهلي، فلا ‏أستطيع أن أدخل الحمام كل وقت من ‏أجل أن أتأكد، وكثرة دخولي ‏تحرجني كثيرا عند أهلي وأصدقائي، ‏ولكن في أغلب الأحيان عند ما أتأكد ‏أجد حوالي 10% من قطرة في ‏مؤخرة الذكر، ولا أدري هل هي من ‏عملية السلت أم إن عندي سلسا، ‏ولكني متأكد من أنني إذا قمت بجهد ‏مثل الجري أو أي شيء من شأنه أن ‏يضغط على المثانة، أجد تسريبا، ولا ‏أستطيع حبس البول؛ لأني إذا شعرت ‏بحاجة إلى البول -ولا يجب أن تكون ‏قوية- أدخل وأجد تسريبا. وهل عملية ‏السلت والاستبراء لها علاقة بتطور ‏حالتي ؟ وإذا سمحتم لي برخصة ‏صاحب السلس ماذا علي أن أفعل ‏بالقطرات التي تخرج بعد البول. هل ‏أنتظر أم لا؟
أفتوني أرجوكم ماذا ‏ترون أن علي أن أفعل؛ لأن هذا ‏الوضع أتعبني كثيرا والرجاء ‏التفصيل كي أستفيد إذا تطورت ‏الحالة ولكي تعم الفائدة؟
وشكرا.‏

الإجابــة

 الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فعصر الذكر، قد ذكر بعض العلماء أنه بدعة، وربما أضر بصاحبه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ... فإذا عصر الذكر، أو الفرج، أو الثقب بحجر، أو أصبع أو غير ذلك، خرجت الرطوبة، فهذا أيضا بدعة. اهـ.

وما تراه على رأس الذكر قد لا يكون بولا بل ماء من أثر الاستنجاء, والذي ننصحك بفعله أن تكف عن عصر الذكر، وإذا رأيت رشحا على رأس الذكر بعد قضاء الحاجة، فإنه يكفيك الاستنجاء بالماء, والبول المتبقي في الذكر لست مطالبا شرعا بإخراجه، بل إذا تكلفت وأخرجته ربما رشح مكانه غيره، وهكذا، وتظن عندها أنه يخرج تلقائيا والحقيقة أنك تخرجه بمحاولة تفتيش رأس الذكر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: والبول يخرج بطبعه، وإذا فرغ انقطع بطبعه وهو كما قيل: كالضرع إن تركته قر وإن حلبته در، وكلما فتح الإنسان ذكره فقد يخرج منه، ولو تركه لم يخرج منه . وقد يخيل إليه أنه خرج منه، وهو وسواس، وقد يحس من يجده بردا لملاقاة رأس الذكر، فيظن أنه خرج منه شيء ولم يخرج . والبول يكون واقفا محبوسا في رأس الإحليل لا يقطر، فإذا عصر الذكر أو الفرج، أو الثقب بحجر، أو أصبع أو غير ذلك، خرجت الرطوبة، فهذا أيضا بدعة، وذلك البول الواقف لا يحتاج إلى إخراج باتفاق العلماء لا بحجر، ولا أصبع ولا غير ذلك، بل كلما أخرجه جاء غيره فإنه يرشح دائما . اهــ.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: بعض الناس يتوهم أنه خرج منه شيء، ويلقي الشيطان في قلبه أنه خرج شيء، فيذهب يفتش في ذكره ويعصر رأس الذكر هل حصل أو ما حصل، وهذا خطأ، وعلاج هذين السببين أما الأول فعلاجه أن يكف عنه وألا يعصر الذكر، وإذا انتهى البول غسل رأس الذكر وانتهى كل شيء. وأما الثاني وهو الشك هل نزل شيء أم لا؟ فدواؤه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يجد في بطنه شيئا فيشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. وهذا دواء ناجع بإذن الله. اهـ.

ويمكنك أن تنضح فرجك وسراويلك بالماء بعد أن تستنجي، فإذا أحسست ببلل بعد ذلك اعتبرته من ذلك الماء الذي نضحت به قطعا للوسوسة، ولا تلتفت إلى الإحساس بأن البول سيخرج؛ إذ لا عبرة بما لم يخرج، كما لا عبرة بالشك في خروجه.

وأما إن وجدت أن البول يستمر خروجه - حقيقة وليس وسوسة ولا شكا - فإن كان له وقت ينقطع فيه قبل خروج وقت الصلاة، لزمك الانتظار إلى ذلك الوقت، ولا تأخذ حكم صاحب السلس؛ وإن كان يستمر خروجه ولا تجد وقتا تصلي فيه بطهارة صحيحة، فإنك مصاب بسلس؛ وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس وما يفعله صاحب السلس الفتوى رقم: 119395، والفتوى رقم: 152835عن ما يلزم من تخرج منه قطرات بعد البول لعدة دقائق ثم تنقطع. وراجع أيضا الفتوى رقم: 185111، بعنوان: كيف يفعل من يعاني من استمرار نزول قطرات بعد البول.

والله تعالى أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات