السؤال
أنا شاب عمري 33 سنة، ومشكلتي أنني تقريبا كنت تاركا للصلاة والصيام منذ 10 أو 15سنة، وكل ما أتوب لا أستطيع الاستمرار وأحس بقوة خفية تسحبني للعصيان، والآن أريد أن أتوب توبة نصوحا، فماذا عن الصلاة والصيام والعصيان، وهل أقضي جميع الصلاة والصيام علما أنني عاطل عن العمل؟ وللعلم فإنني مسحور منذ 10 سنين، وقبل سنتين تم إنطاق الجن من قبل الراقي وهو يحاول أن يبعدني
عن العبادة، لأنه كافر ونجس.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك العافية، ولا ريب أن ترك الصلاة والصوم بلا عذر شرعي جرم عظيم وخطر جسيم، ومن فعل ذلك فقد توعد بالعذاب الشديد، كما قال عز وجل: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا* إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا { مريم:60}.
ولكن من تاب وأناب فإن الله يتوب عليه ويغفر له، بل يبدل سيئاته حسنات؛ كما قال الله عز وجل في آخر الآية الآنفة، وقال أيضا في سورة الفرقان: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما { الفرقان:70}.
وفي الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه بإسناد حسن.
والواجب عليك الآن أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى توبة صادقة، وتحافظ على الصلاة في المستقبل، ثم تقضي جميع الصلوات المتروكة عمدا على رأي جمهور العلماء وهو الأحوط، خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من أهل العلم الذين قالوا بعدم القضاء، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 12700، 112524، 121796.
وهذا القضاء يجب حسب الطاقة وعدم المشقة، وقد حد بعض العلماء ذلك بأن تقضي صلاة يومين في اليوم، وانظر الفتويين رقم: 31107 , ورقم: 147053 .
ويجب كذلك قضاء ما أفطرته من الصوم الواجب، كما قدمنا بالفتوى رقم: 41521.
وأما المسحور إذا تأثر بالسحر لدرجة فقد العقل فلا تكليف عليه ولا يلحقه الإثم ولا يطالب بقضاء الصلاة والصوم في هذه الحال؛ لما رواه أبو داود والترمذي عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المعتوه حتى يعقل.
والله أعلم.