تفسير الآيات المتعلقة بقصة السامري في سورة طه

0 503

السؤال

ما هي قصة السامري الذي فتن قوم موسى؟ أريد أن أعرف القصة كاملة.
ولكم جزيل الشكر وعظيم الأجر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالسامري رجل من قوم موسى -عليه السلام-، وقيل من غيرهم واسمه: موسى بن ظفر، وقيل: ميخا، وبلدته كرمان، وقيل: باجرما.

وكان من خبر ما قصه الله تعالى من القرآن الكريم في سورة طه بقوله تعالى: قال فما خطبك يا سامري، قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي [طـه:95-96]. فقوله تعالى: فما خطبك يا سامري أي: ما شأنك، وما أمرك الذي دعاك إلى ما صنعت؟. قال: قال بصرت بما لم يبصروا به. أي: علمت بما لم يعلموا: قال الزجاج: بصر الرجل يبصر إذا صار عليما بالشيء. اهـ.

قال المفسرون: فقال له موسى وما ذاك؟ قالت: رأيت جبريل على فرس، فألقى في نفسي أن أقبض من أثرها (أثر الفرس)، فقبضت قبضة، والقبضة الأخذ بجميع الكف أي من تربة موطئ جبريل عليه السلام، فنبذتها: أي قذفتها في العجل أي في صورة العجل المصاغ من الحلي، وكذلك: وكما حدثتك (سولت لي نفسي) أي: زينت وحسنت لي نفسي. قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا [طـه:97]. أي: قال موسى -عليه السلام- اذهب من بيننا. (فإن لك في الحياة) أي: ما دمت حيا. (أن تقول لا مساس) أي: لا أمس ولا أمس، فصار السامري يهيم في البرية لا يمس أحدا، ولا يمسه أحد عاقبه الله بذلك، وألهمه أن يقول: (لا مساس). وكان إذا لقي أحدا يقول (لا مساس) أي: لا تقربني، ولا تمسني، فكانت عقوبته الطرد، والنفي من المجتمع. (وإن لك موعدا لن تخلفه) أي: لعذابك موعدا هو يوم القيامة لن يتأخر عنك.
(وانظر إلى إلهك) أي: العجل.
(الذي ظلت عليه عاكفا) أي: أقمت عليه تعبده.
(لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا) والنسف: التذرية، في اليم: في البحر.

وننبه هنا إلى أن هذه التفاصيل الواردة في قصة السامري من أخبار أهل الكتاب التي يجوز لنا الحديث بها، والاستئناس بها ما لم تخالف الكتاب أو السنة الصحيحة الصريحة أو العقل الصحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات