الاسترسال في وساوس التكفير خطر على دين المرء

0 184

السؤال

أخي عمره 14 عاما، وكان يقرأ آية من سورة الإنسان ثم عندما وصل إلى آخر الآية نطق كلمة: مستطيرا ـ نطق الراء بين التفخيم والترقيق فصححتها له، إلا أنه أعادها مفخمة أكثر ولا أدري لماذا؟ وهل هو عناد منه لي أم لا؟ وعندما نهيته عن ذلك قال لي إنها صحيحة ولم يخطئ فهي تنطق هكذا في كلتا الحالتين، فهل يعتبر أخي قد كفر وهو لا يعرف عن نواقض الإسلام؟ وما حكمي إن كان قد كفر مع أنني لم أكفره لأنني اعتمدت على عدة أشياء منها أنه لا يعرف نواقض الإسلام وربما لم يكن ذلك استهزاء، لأنه أعاد فقط تلك الكلمة؟ وهل أعتبر أيضا قد كفرت لعدم تكفيره؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن السائلة تعاني من الوسوسة في مسائل الكفر، وخاصة ما يتعلق بموضوع الاستهزاء، ولذلك فإننا ننصحها بأن تطرح هذه الأفكار عن نفسها ولا تسترسل معها، ولا تجعل للشيطان عليها سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي، فكما يجب على العبد أن يخاف من الوقوع في الكفر، وأن يبتعد عنه أشد البعد، فكذلك ينبغي أن لا يكون موسوسا كلما حصل منه أو من غيره شيء اتهم نفسه أو غيره بالكفر، كيف إذا كان هذا الغير مثل أخي السائلة لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره!! وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 137826، 131591، 137818.

ولمزيد الفائدة عن الوسوسة في الاستهزاء يمكن الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 122926، 134722، 136859.

ومسألة النطق بالراء من حيث التفخيم والترقيق، التي ذكرتها السائلة عن أخيها لا يظهر فيها أي شيء من الاستهزاء، بل هي من المسائل القريبة، خاصة وأن كل القراء يفخمون هذه الراء بالفعل، إلا ورش من طريق الأزرق!! فقراءة أخيك بتفخيم الراء موافقة لقراءة جمهور القراء، حتى قراءة نافع من رواية قالون، ومن غير طريق الأزرق عن ورش، قال البناء في إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر: التفخيم هو الأصل في الراء على ما ذهب إليه الجمهور، لتمكنها في ظهر اللسان... ثم إن الراء تكون متحركة وساكنة, فالمتحركة مفتوحة ومضمومة ومكسورة, وكل من الثلاثة مبتدأة ومتوسطة ومتطرفة... وأجمع القراء على تفخيم الراء في ذلك كله, إلا إذا كانت متطرفة أو متوسطة وقبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة لازمة, فقرأ الأزرق عن ورش بترقيقها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة