السؤال
أريد أن أستفتي في أمر: موقع تويتر رأيت فيه أناسا صالحين ومشايخ وأناسا على مستوى من الرقي ـ ولله الحمد ـ والذي فاجأني هو أنني رأيت أناسا يعملون ما يعملون من فسق ومجون وفساد وصور خليعة وأريد أن أفتح حسابا جديدا وأضيفهم جميعا وأبدأ بالدعوة، فهل يجوز لي ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل: تويتر وغيره ـ قد صارت جزءا من حياة كثير من الناس، مما جعلها وسيلة فعالة في تكوين رأي عام، وأداة سهلة في توجيه الناس إلى موقف معين! وفي المقابل فإن لها مخاطر جمة، منها: أنها تسرق الوقت الثمين، وأنها ليست حكرا على الصالحين، بل هي مشاعة يدخلها كل أحد ببضاعته ولو كانت فاسدة ومنها ما ذكرت من وقوع البصر على الصور المحرمة والمشاهد الفاتنة، فإذا تبين هذا علم أن هذه المواقع سلاح ذو حدين، فمن كان من أهل الدين والصلاح والاستقامة، وعلم من نفسه أنه سيكون مؤثرا في غيره ونافعا له فلا بأس بفتح حساب فيها، ولا بأس بإضافته لكل من يرجو من إضافته فائدة أو مصلحة ـ ولو كان منحرفا ـ مع الاحتياط جدا وتجنب النظر إلى ما يعرضونه من صور ومقاطع فيديو محرمة، لأنه لن يتوصل إلى دعوة للمنحرفين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر إلا بإضافته إياهم، وأما من لم يعلم من نفسه متانة الدين، وخاف على نفسه الفتنة فلا يقتحم هذه المخاطر، ولا يغرر بدينه، فإن السلامة لا يعدلها شيء، فكم من شخص أحسن الظن بنفسه واقتحم العقبة فغرق مع الهالكين! بقي أمر، وهو أنه لا ينبغي للنساء أن يتكلفن الكلام مع الرجال عبر هذه المواقع ولو بنية دعوتهم إلى الاستقامة، بل الأولى لهن أن يشتغلن بدعوة بنات جنسهن، ويتوجه نفس الأمر للرجال، فينبغي أن لا يتكلفوا الكلام مع النساء ولو بنية دعوتهن، ففي المنحرفين من الرجال مشغلة للدعاة الحريصين!! وقد نبهنا على ذلك سابقا في الفتوى رقم: 30911.
والله أعلم.