0 367

السؤال

أحببت رجلا واستخرت الله فيه وكان من نصيبي حيث تم عقد الزواج دينيا وقانونيا ولم يتم الدخول، والسؤال الذي يحيرني هو أن زوجي كانت له علاقات جنسية سابقة ـ أي أنه زان ـ وكنت أعلم بذلك ورغم ذلك قبلت به، لأنني أحبه ولأنه كان يخبرني أنه ـ بإذن الله ـ يريد التوبة بعد الزواج، لأن هذا الأمر يحصل من غير إرادته نتيجة الظروف النفسية التي مر بها في مراهقته وأنه يود زيارة طبيب نفسي، وأنا أصدق ذلك على أساس أنني متيقة أنه إذا وجد زوجة تطيعه وتكون له نعم الزوجة فسوف يتوقف عن الزنا، لكن ما ألاحظه أنه أحيانا وخاصة عندما نتشاجر يخبرني أنه لن يكف عن الزنا من أجلي وأنني لا بد أن أرضى، لأنني أعلم بذلك من قبل أن يتم العقد كما يخبرني أنه ضعيف أمام النساء وأنه لن يبتعد عن هذا الطريق إلا إذا هداه الله وليس لي الحق في أن أحاسبه، بل إن الله هو الذي يحاسبه وليس لي الحق أن أسأل أين يذهب ومع من يتحدث فهو حر، وأنا في الحقيقة أحبه ودائما أعطيه الأعذار من الناحية النفسية وأريد أن أقف معه وأجعله يبتعد عن هذا الطريق بدون طلب الطلاق وأقول إنه من واجب المرأة الصالحة أن تكون مطيعة لزوجها وأن تفعل المستحيل من أجل إرضائه، ودائما أقول إن الله ربما ابتلاني به ليمتحن صبري وأنا أريد أن أكون صابرة مع زوجي، وأعلم أن رضى الله على الزوجة إذا رضي عنها زوجها، فهل زواجي به وأنا عفيفة مع علمي أنه زان يبطل زواجي ويحرمه دينيا ويوجب علي طلب الطلاق رغم أنني رضيت بذلك، وكما قلت فأملي أن الله سيهديه؟ وهل حرام علي أن أكمل معه؟ ودخولي سوف يتم الشهر المقبل ونحن قد أتممنا كل إجراءات الزفاف، فهل سيعاقب بسبب ذلك رغم أنه متيقن أنه مخطئ ويريد أن يهديه الله ويريد أن يقيم شعائر الحج أو العمرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن العفة شرط لصحة النكاح فلا يصح نكاح العفيفة من الزاني أو نكاح العفيف من الزانية، والجمهور على صحة هذا النكاح، وراجعي الفتوى رقم: 5662.

فعلى قول الجمهور نكاحك منه صحيح، ولا إثم عليك إذا تم الدخول، ولكن ما دام على هذا الحال فلا ننصحك بالاستمرارمعه، إذ كيف ترضين أن تكوني زوجة لرجل فاجر قد يتوب بعد تمام النكاح وقد لا يتوب، وقد تعيرين به فيقال زوجة الزاني أو الفاجر، هذا أولا.

وثانيا: إذا استمر وتمادى في غيه فقد يكون ذلك مدعاة إلى المشاكل وحصول الطلاق فيتعقد الأمر، والطلاق قبل الدخول وإنجاب الأولاد أهون وأقل أثرا.

ثالثا: إذا رزقت منه أولادا فربما كان قدوة سيئة لهم يسيرون في دربه ويصنعون مثل صنعه.

رابعا: إذا دخل بك قد ينقل إليك من الأمراض ما يدمر به حياتك ويؤدي إلى هلاكك.

فنصيحتنا لك دعوته إلى التوبة النصوح، فإن تاب واستقام وغلب على الظن صلاحه فلا بأس بإتمام النكاح، وإلا فالسلامة كل السلامة في فراقه، وإياك والانجرار وراء العاطفة واطراح صوت العقل فيكون الندم حيث لا ينفع الندم.

وأما العشق: فقد سبق لنا بيان كيفية علاجه بالفتوى رقم: 9360، وهو ميسور على من يسره الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة