هل يؤاخذ الموسوس إذا اشتغل بالوضوء حتى طلعت الشمس

0 164

السؤال

أنا مصاب بالوسوسة منذ زمن طويل, وعانيت منها كثيرا, وقد خفت - ولله الحمد - عندما قرأت بعض فتاويكم - بارك الله فيكم -.
في يوم كنت نائما ففتحت عيوني, وسمعت أذان الفجر, إلا أن النوم غلبني, فاستيقظت وبقي من الوقت ست أو سبع دقائق - أعلم أن هذا الوقت لا يسعفني - فأنا أوسوس في الوضوء, واستحضار النية, وغسل الأعضاء؛ حتى في غسلي لوجهي أثناء النهوض من النوم, ولم أنته من الوضوء إلا بعد أن طلعت الشمس, وسؤالي لكم: إذا أخر الموسوس الصلاة, وخرج وقتها بسبب الوسوسة فهل عليه شيء؟ وما هو المعتبر في خروج وقت صلاة الفجر؟ هل ظهور جزء من الشمس أم ظهور الشمس كاملة؟ وأنا أستنشق ثلاث مرات, وعندما أستنشق أشعر أن الماء لم يدخل أنفي في المرة الأولى, كما في المرتين التاليتين, فأعيد الوضوء لذلك, أو أشعر أن الماء لم يدخل بنفس الكمية التي دخلت في المرتين التاليتين, فهل هذا يبطل الوضوء؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فعليك أن تجاهد هذه الوساوس, وتسعى في التخلص منها, فإنها من شر الأدواء وأخطر الأمراض، وانظر الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196. وأما شروق الشمس: فالمراد به ظهور أول جزء منها, ولا يشترط اكتمال ظهورها.

وأما ما وقع منك من الاشتغال بالوضوء حتى طلعت الشمس فنرجو أن يعفو الله عنك, وألا تكون مؤاخذا بذلك؛ لأنك فعلته تحت تأثير الوسوسة, فأنت في معنى المكره، وقد كان يسعك على قول بعض العلماء أن تتيمم إذا علمت أنك لا تفرغ من طهارتك إلا بعد طلوع الشمس، وانظر الفتوى رقم: 129516.

وأما الاستنشاق: فإنه سنة في الوضوء غير واجب في قول الجمهور، فلو تركته عمدا لم يلزمك إعادة الوضوء، وانظر الفتوى رقم: 157153. والاستنشاق يحصل بجذب الماء بالنفس إلى باطن الأنف، فمجرد وصول الماء إلى باطن الأنف تحصل به سنة الاستنشاق, فلا داعي لهذا الوسواس الذي تشكو منه البتة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة