السؤال
يا شيخ بارك الله فيك، ويسر لك كل خير: كنت أنصح بعض الناس بإفشاء السلام وأهميته, فكان في ذاكرتي الحديث: لا تؤمنوا حتى تحابوا. فذكرته لهم.
المشكلة هنا يا شيخ أني ولا حول ولا قوة إلا بالله لم أكن على علم ويقين وقتها من الحديث، أي لم أكن متأكدا هل هو حديث أم لا؟ فأخشى أن أكون كالذي يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولله الحمد يا شيخ عزمت أن أتأكد من كلامي أكثر ولا أنقل أمرا إلا بذلت جهدا في التأكد منه، وتبت من ذلك. فهل يلزمني أمر آخر يا شيخ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن خلال أسئلة السائل يتبين أن عنده شيئا من الوسواس، أو الشكوك والأوهام. ولذلك نقول له:
إن هذه الأمور من أعمال الشيطان التي يفسد بها دين المسلم وعبادته، وخلاصة علاجها هو إهمالها وعدم الالتفات إليها، كما سبق بيانه في الفتويين: 3086، 10973.
وكونك تتحرى فيما تحدث به أمر طيب، فإن من يتكلم في العلم لا يسوغ أن يتكلم بما لم يتأكد من ثبوته في الشرع.
فاحرص على مواصلة العلم الشرعي، ومجالسة العلماء حتى تكون على بصيرة وعلم بما تتحدث به مع الناس وتعلمهم إياه؛ فقد قال الله تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا {الإسراء:36}، وقال تعالى لنبيه: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين {يوسف:108}، فقوله: على بصيرة يعني: على بيان وحجة واضحة غير عمياء، كما قال القاضي البيضاوي، وقال القرطبي: على بصيرة أي: على يقين وحق. انتهى.
والحجة الواضحة واليقين لا يتوصل إليهما إلا بالعلم.
والله أعلم.