السؤال
يا شيخنا الكريم أريد أن أعيد عليك نفس السؤال الذي سأله لك أحد إخوتي في الإسلام وهو تاريخ زواج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة أم المؤمنين فافتح لي قلبك ونبه لي عقلك، وياليتك تبتعد عن كتابي البخاري ومسلم، وتأخذ بالتاريخ الإسلامي الذي اتفق عليه علماء المسلمين جميعا، فالبخاري ومسلم لم ينزلا من عند الله وهما غير معصومين، ويمكن أنهما أخطئا في نقلهما لبعض الأحاديث النبوية الشريفة، وأنا يا شيخنا لست شيعيا ولا صوفيا ولا أي شيء من هذا، أنا مسلم سني أحب الله وأحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلهذا كن صبورا معي يا شيخنا الكريم، وهناك أحاديث تناقلتها كتب الصحيحين مثل صحيح مسلم والبخاري غير صحيحة ولا يصدقها عاقل عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها توضح أنها تزوجت الرسول عليه الصلاة والسلام وهي في السادس ودخل عليها في التاسع من عمرها، وهذا الكلام غير أخلاقي من الناحية الإسلامية فهذا يعتبر اغتصابا وهو حرام شرعا، وهو أيضا يخالف الأحداث والتاريخ الإسلامي من وقت الهجرة إلى عام 73 هجري وقت وفاة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير بن السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين، المعروف أن السيدة أسماء بنت أبي بكر مولودة قبل عام الهجرة بـ 27 عاما وهي أكبر من أختها عائشة بعشرة أعوام، وكذلك توفي ابنها عبد الله بن الزبير عام 73 هجري وكان عمرها 100 عام وأي إنكار في هذه الأحداث يفسد تاريخ الإسلام بل يدمر جميع أبحاث وأقوال علماء المسلمين إلى وقتنا هذا، علما بأنني أعلم إن شاء الله أنني لو سألتك يا شيخ عن تاريخ مولد السيدة أسماء بنت أبي بكر وتاريخ وفاتها فستذكر لي ما ذكرته لك سابقا، لأن التاريخ الإسلامي يقر بذلك، لذلك يتضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة وعمرها 18 عاما وليس 6 أو 7 أعوام كما ذكر لنا في البخاري ومسلم، ولو نظرنا لحادثة الإفك والتي كانت في العام الثاني الهجري نجد أن عمر السيدة عائشة رضي الله عنها أكبر من 8 سنوات، وأنا يا شيخنا أعترض على روايات منقولة عن السيدة عائشة وهي روايات قابلة للخطأ ومتأكد أنها خاطئة، فكلنا غير معصومين والاجتهاد في الدين شيء جميل ولكن بدون كذب وتلفيق، وبالذات الكذب في سيرة سيدنا وحبيبنا ومن نغار عليه من نسمة الهواء سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم فداه روحي وأمي وأبي ومالي وولدي، وهناك يا شيخنا الكريم مثال جميل طرحه عليك أخي في الإسلام قبلي فقال لك يا شيخنا إنه ذكر من قبل الإمام القرطبي أن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل وقد نقل لنا روايات في الصحيحين أن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا هذا، فهل وجب علينا اتباع القرطبي وما ذكر بأنه منسوب أيضا إلى الصحابة كونه ذكر من القرطبي ومنسوب إلى الصحابة؟ أم نستخدم عقولنا لنفرق بين ما جاء به القرطبي وما جاءنا في الصحيحين وما هو منسوب للصحابة والصحابة منه براء وعن ما جاءنا في القرآن الكريم وما قاله الله عز وجل، قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله {الشورى: 10} وقال تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر {النساء:59} وطالما أن أمر السيدة عائشة خرج عن نطاق القرآن وجب علينا الرجوع لأولي العلم، وطالما أن هناك تضاربا في التواريخ والأحداث المنقولة عن شيخنا الإمام البخاري وشيخنا الإمام مسلم فإذن نتدبر بعقولنا، وهذا لا يقلل من شأن الإمامين البخاري ومسلم، والدليل على ذلك مراسلتي لك، أرجوك يا شيخنا أن لا تفهم من كلامي أنني أبحث عن مخرج لأمر زواج السيدة عائشة رضي الله عنها فملايين المسلمين تحدثوا في هذا الأمر، ولكنني أتحدث عن تاريخ إسلامي متضارب الأحداث وهناك من كفر بالإسلام وأشرك بالله بسبب هذه المغالطات التي يدعمها كتابان لا نعلم سوى أنهما من تأليف الإمامين البخاري ومسلم والحمد لله على نعمة الإسلام ويجب علينا أن نوصل كتاب الله وهو القرآن الكريم إلى قلوب الناس ونبسط الإسلام لهم ونجعلهم يرون يسر الإسلام وليس عسره، فالإسلام يسر وليس بعسر. أرجوك يا شيخنا الكريم أن ترد علي بكلام مقنع، وأشكرك على سعة صدرك. وجزاك الله كل خير وبارك الله فيك.