لا تلزم إعادة الصلاة لمن صلى جاهلا بوجود نجاسة

0 286

السؤال

منذ شهرين ونصف، أجريت لي عملية زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، إذ أنني قبل العملية بأسبوع وعند قيامي من النوم لأداء صلاة الصبح، جاءتني أزمة قلبية وأغمي علي، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل، شخص الأطباء حالتي بأن لدي نقصا حادا في مادة البوتاسيوم، وهو ما يسبب لي انخفاض ضربات القلب التي لا تتعدى 45 دقة في الدقيقة، وأخبروني بأن سبب نقص البوتاسيوم هو وجود فطريات خطيرة في الأمعاء، وذلك حسب التحاليل التي أجريت لي، فقرروا زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، وقالوا لي إنهم سيصفون لي أدوية لعلاج الأمعاء من الفطريات، لكنهم لم يصفوا لي شيئا، وعند تطبيبي في المصحة كنت بعدما وأقوم بالاستنجاء، أنام في الفراش، فأكتشف أنه قد خرجت مني إفرازات أظنها برازا –ليست جرما لكنها فقط لون البراز-، فقلت في نفسي "يحدث لي ذلك لأني مريض، ولا أستطيع أن أقوم بالاستنجاء كما يجب " لكن بعدما تحسنت حالتي، والحمد لله، وعندما أقضي حاجتي أقوم بالاستنجاء، ثم بعد ذلك أقوم بمسح دبري بمنديل، فأحيانا أجد بقايا البراز –أحيانا قليلة تكون جرما وأغلبها لون فقط - خارج فتحة الدبر، وأحيانا لا أجد شيئا، وأحيانا أجد عندما أدخل أصبعي في فتحة الدبر، ولست أدري هل كان الأمر كذلك قبل مرضي أم لا، إذ إنني كنت –قبل المرض-أقوم بالاستنجاء بالماء جيدا ولا ألتفت لشيء بعد ذلك، خاصة أنني لا أجد شيئا في ملابسي الداخلية، إلا مرة واحدة أذكر أنني اغتسلت من الجنابة، وعندما بدأت أجفف جسمي بثوب، وعند مسحي للدبر اتسخ الثوب بشيء أصفر أظنه البراز، فأعدت الاغتسال.
سؤالي حول صلاتي السابقة قبل مرضي – وهي سنوات -: هل تعتبر صحيحة أم علي قضاؤها؟ علما أنني لست أدري هل كان ما يخرج مني ما يخرج قبل أو بعد أن أتوضأ، وإن كنت أظن أنه لا يخرج إنما هي بقايا تبقى بعد الاستنجاء لأنني الآن، أي بعد المرض، غالبا أمسح بمنديل مباشرة بعد الاستنجاء، فأجد ما أجد من لون أصفر، وأحيانا قليلة أجد جرما، ثم أمسح بعد ساعتين أو ثلاث فلا أجد شيئا، إلا نادرا ما أجد في المرة الثانية التي أمسح فيها.
وسؤالي الثاني: أنا تأخرت في طرحي سؤالي هذا إذ أنني فكرت فيه من حين اكتشفت الأمر، هل يكون إثمي كمن أخر الصلوات عن وقتها، أو كمن نوى أن لا يقضي الصلاة؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فصلاتك السابقة قبل مرضك صحيحة, بل ولو فرض أنك تيقنت أنك صليت مع وجود شيء من النجاسة وأنت لا تعلمها، فإن صلاتك صحيحة أيضا؛ لأن من صلى جاهلا بالنجاسة لم تلزمه الإعادة على الصحيح من أقوال الفقهاء, ولا نرى سؤالك هذا إلا استمرارا لمسلسل الوساوس القهري الذي ذكرت سابقا أنك تعاني منه.

 وفي خصوص تأخرك في طرح هذا الساؤل، فلا شك أن واجب المسلم هو المبادرة بالسؤال عما يشكل عليه من أمر دينه، ولكن السؤال إذا كان مجرد وساوس، فهذا يحسن أن لا يطرح أصلا، وبالتالي فإنك لا تأثم بتأخير طرحه، ولا تعتبر كمن تعمد تأخير الصلاة عن وقتها، ولا كمن نوى عدم القضاء، بل أنت على خير إن شاء الله لو أنك كففت عن الاسترسال مع الوسوسة والاستجابة لداعيها؛ فإنها شر محض لا خير فيه .

والله تعالى أعلم
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة