السؤال
لدي وضع عائلي خاص لا يسمح لي بشرح المسألة بالكامل، ولكنني سأحاول قدر المستطاع، أنا على اتفاق مع شخص ما على الارتباط متى سنحت الظروف ـ إن شاء الله ـ ومشكلة هذا الرجل أنه من الصعب أن أنجب منه، وأنا يتيمة وعشت حياة غير مستقرة إطلاقا وكان الإنجاب هو أكبر خططي للمستقبل حتى أشعر بقليل من الاستقرار، وإذا وقع الخيار بين الإنجاب وبين هذا الرجل فإني سأختاره هو بطبيعة الحال، ولكنني أشعر بالغصة لمسألة الإنجاب، فما حكم أن أتزوج شخصا ما مؤقتا بغرض الإنجاب فقط دون أن أشترط الطلاق حال الإنجاب ودون إطلاعه على سريرتي؟ مع العلم أنني أعرف أن هذا الشخص الذي سأنجب منه لن يتأثر كثيرا بمسألة الانفصال بحكم المجتمع والعادات التي نشأ عليها؟ أرجو وضع حالتي الاضطرارية في الاعتبار عند إجابتكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك إلى الزواج من رجل صالح تسعدين معه، ويرزقك منه ذرية طيبة تقر بها عينك، ونوصيك بأن ترفعي يد الضراعة إلى الله وتفوضي إليه أمرك، فهو مجيب الدعاء وأعلم بعواقب الأمور.
أما بخصوص الجواب فنقول: إن غلب على الظن عدم حصول الإنجاب في حال زواجك من الرجل المذكور ولم تكوني في حالة اضطرار، فنصيحتنا لك أن تصرفي النظر تماما عن الزواج منه ولا تستسلمي للعواطف نحوه، فإنها سرعان ما تذهب بعد الزواج ويبقى إحساسك بالحاجة إلى الولد، وهو إحساس ينبئ عن الفطرة، والإنجاب من مقاصد الشرع العظيمة في تشريع الزواج، وتفكيرك في الزواج من آخر للإنجاب منه ثم فراقه للزواج من ذلك الرجل تفكير ليس بسديد، فالطلاق بيد الزوج لا بيد الزوجة، ومن هنا فلا اعتبار شرعا لنية الزوجة الطلاق بعد الإنجاب، وقد لا يرتضي الزوج طلاقك أصلا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها الطلاق إلا لمسوغ شرعي، وراجعي الفتوى رقم: 37112.
ولو قدر أن طلقك فما يدريك أن يرتضي ذلك الرجل الزواج منك بعد أن أصبحت مطلقة وذات أولاد، فنصيحتنا لك أن تصرفي النظر عن ذلك الرجل وأن تبحثي عن غيره من الصالحين، علما بأنه لا حرج في أن تبحث المرأة عن الأزواج في حدود الأدب الشرعي، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.