السؤال
جزى الله خيرا القائمين على هذا الموقع.
سؤالي:
1-كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ الأذكار؟ مثلا كان يقرأ كل الأذكار مثل أذكار الصباح، النوم، أو فقط دعاء واحدا؟
2- هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بعد الصلاة، ويقرأ كل الأذكار أم كيف كان يقرؤها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف في هذه المسألة بخصوصها - بعد ما تيسر من البحث - على نقل صريح من كلام أهل العلم، والذي استظهره الشيخ العثيمين أنه صلى الله عليه وسلم كان ينوع بين الأذكار المتعددة ذات السبب الواحد، فيأتي بهذا تارة، وتارة بهذا.
يقول في الكلام على دعاء الاستفتاح: والذي ينبغي أن يأتي الإنسان في الاستفتاح بكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، يأتي بهذا أحيانا وبهذا أحيانا؛ ليحصل له فعل السنة على جميع الوجوه، وإن كان لا يعرف إلا وجها واحدا من السنة واقتصر عليه فلا حرج؛ لأن الظاهر أن النبي عليه الصلاة والسلام كان ينوع هذه الوجوه في الاستفتاح وفي التشهد من أجل التيسير على العباد، وكذلك في الذكر بعد الصلاة كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينوعها لفائدتين:
الفائدة الأولى: أن لا يستمر الإنسان على نوع واحد؛ فإن الإنسان إذا استمر على نوع واحد صار الإتيان بهذا النوع كأنه أمر عادي، ولذلك لو غفل وجد نفسه يقول هذا الذكر وإن كان من غير قصد؛ لأنه صار أمرا عاديا أتوماتيكيا كما يقولون، فإذا كانت الأذكار متنوعة وصار الإنسان يأتي أحيانا بهذا، وأحيانا بهذا صار ذلك أحضر لقلبه، وأدعى لفهم ما يقوله.
ثانيا: ما يظهر أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراده، التيسير على الأمة، بحيث أن يأتي الإنسان تارة بهذا، وتارة بهذا على حسب ما يناسبه. فمن أجل هاتين الفائدتين صارت بعض العبادات تأتي على وجوه متنوعة مثل: الاستفتاح، والتشهد، والأذكار بعد الصلاة. انتهى.
أما ما سألت عنه من كيفية إتيانه صلى الله عليه وسلم بالأذكار بعد الصلاة؟ فقد ذكرها كثير من العلماء منهم ابن القيم حيث يقول في زاد المعاد: فصل فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله بعد انصرافه من الصلاة، وجلوسه بعدها، وسرعة الانتقال منها، وما شرعه لأمته من الأذكار، والقراءة بعدها: كان إذا سلم استغفر ثلاثا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام. ولم يمكث مستقبل القبلة إلا مقدار ما يقول ذلك، بل يسرع الانتقال إلى المأمومين. وكان ينفتل عن يمينه، وعن يساره، وكان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وكان يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وندب أمته إلى أن يقولوا في دبر كل صلاة: سبحان الله ثلاثا وثلاثين، والحمد لله كذلك، والله أكبر كذلك، وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. انتهى نتصرف.
والله أعلم.