حائرة بين ‏العقيدة السلفية، والعقيدة الأشعرية

0 280

السؤال

أنا امرأة في 35، وعندي أربعة ‏أطفال، الكبير عمره ست سنوات، و‏الصغير ستة أشهر. من شهرين ‏سألني ابني سؤالا عن الله ببراءة ‏الطفولة، ولكن هذا السؤال فتح لي ‏دوامة من الوساوس في العقيدة التي ‏لا تنتهي، ومن أحدها أني أصبحت ‏أشك في وجودنا، وهل الدنيا ‏حقيقية، وأصبحت أنظر في وجوه ‏الناس، وأقول لماذا نحن شكلنا كذلك؟ ‏وهذا سبب لي ألما شديدا، فقدت ‏شهيتي في الطعام، وخسرت كل ‏معنى للسعادة في الحياة، وتغيرت ‏مشاعري اتجاه أولادي حتى كدت أن ‏أطلب الطلاق من زوجي لكي لا ‏أعذبه معي، وتمنيت فقط الموت على ‏الإيمان، بدأت أبحث في الإنترنت ‏فواجهتني أقوال الملحدين والمشككين ‏بالقرآن، ولكني تجاوزت هذه ‏المرحلة، ولكن الآن أنا حائرة بين ‏العقيدة السلفية، والعقيدة الأشعرية، وأنا ‏لا أستطيع أن أقرأ شيئا من العقيدة ‏لأني أخاف من الوساوس، وأتمنى أن ‏أكون مثل العوام، وأقول إن الله ليس ‏كمثله شيء فقط، أنا أعرف أن الله ‏موجود ولا أشك في ذلك، والقرآن ‏حق، ولكن كيف لي القضاء على ‏هذه الوساوس لأعود إلى حياتي ‏الطبيعية. ‏
هل أحتاج إلى أدوية نفسية ؟
أرجو تقديم النصيحة والدعاء لي ‏بظهر الغيب.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله لك العافية من هذا الداء، والذي ننصحك به أن تعرضي عن هذه الوساوس جملة، وعن البحث في الإنترنت، والنظر في مقالات أهل الإلحاد، وأن تشغلي نفسك بالتربية لأولادك، والتعلم للعلم، وأن تبتعدي عن الفراغ والخلوة بنفسك، وابحثي عن نساء صالحات يساعدنك على التعلم، ويبصرنك بالحق في المختلف فيه من الأمور، مع الاستعانة بالله تعالى في الهداية للحق دائما.

وأما مسائل الخلاف في الأمور العقدية بين السلفية والأشاعرة، فإن كنت تخافين من أن تزيدك وسوسة، فلا ننصحك بالنظر فيها، وإنما ننصحك بالإكثار من تلاوة القرآن، وكتب الترغيب والترهيب، والرقائق، والحرص على زيادة إيمانك بالتدبر للقرآن، والنظر في آيات الله الكونية.

 واعلمي أن الأشاعرة : فرقة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري- رحمه الله- وقد مر الأشعري بثلاث مراحل - كما ذكر ذلك ابن كثير والزبيدي وغيرهما- مرحلة الاعتزال، ثم متابعة ابن كلاب، ثم موافقة أهل السنة، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل، وقد صرح الأشعري بهذا الموقف الأخير في كتبه الثلاثة: رسالة إلى أهل الثغر، ومقالات الإسلامين، والإبانة، فمن تابع الأشعري على هذه المرحلة، فهو موافق لأهل السنة والجماعة في أكثر المقالات، ومن لزم طريقته في المرحلة الثانية، فقد خالف الأشعري نفسه، وخالف أهل السنة في العديد من مقالاتهم.

وأما عن الدواء والعلاج النفسي، فراجعي فيه إخواننا في قسم الاستشارات الطبية والنفسية، وسيفيدونك في الموضوع إن شاء الله.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة