السؤال
أريد أن أسأل عن مسألة التذكير والتأنيث الواردة في حديث ثوبان مولى رسول الله، فقد قال الإمام ابن تيمية أن هذا الحديث هو الوحيد في ذكر مسألة التذكير والتأنيث؛ ولذلك قد يكون اشتبه على الراوي الشبه بالتذكير والتأنيث، وقد وجدت أحاديث أخرى تتحدث عن تحديد الجنس في مسند الإمام أحمد، عن ابن عباس، وقد روي بألفاظ كثيرة منها ما هو ضعيف، ومنها ما هو حسن.
ومثال ذلك: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا: نعم.
ما أشكل علي هو: كيف يكون العلو الوارد في الأحاديث تارة يكون سببا في الشبه، وتارة أخرى سببا في تحديد الجنس، فقد يكون المولود ذكرا ويشبه أخواله. وأيضا في الحديث السابق ورد الفعل (علا) غير متعد. فهل هذا صحيح في اللغة حيث إنني لم أجد الفعل (علا) مقترنا بحرف الجر على؟
وكيف فسر ابن تيمية بأن السبق يحدد الشبه، والعلو يحدد الجنس، مع أن العلو مصرح فيه بتحديد الشبه أيضا، وإذا قلنا إن علو الشبه يختلف عن علو الجنس. فهل يجوز هذا؟ وهل يتطابق مع ألفاظ الحديث أعلاه، حيث إنني قد لاحظت أن في الأحاديث التي تذكر تحديد الجنس يلزم فيها اجتماع المائين إلا الحديث أعلاه؟
فأرجوكم أريحوني بالتفسير التام للموضوع مع الإحاطة بكل الأحاديث الواردة في الموضوع.