شبهة حول صفة الكلام لله تعالى والجواب عنها

0 334

السؤال

نصراني يسأل: الله سبحانه قبل خلق السموات والملائكة من كان يحب؟ ومع من كان يتكلم؟ فما الرد على هذه الشبهة؟ علما بأن هذا النصراني يريد أن يثبت أن المسيح أزلي وأن الله كان يحب المسيح ويتكلم معه، أرشدوني إلى الصواب بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى لم يزل متكلما، وهو يتكلم متى شاء، مع من شاء، والكلام صفة ذاتية فعـلية، فهو صفة ذاتية باعتبار أصله، لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلما، وصفة فعلية باعتبار آحاد الكلام، لأن الكلام يتعلق بمشيئته، فيتكلم كيف شاء ومتى شاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الفتاوى: قول الجمهور وأهل الحديث وأئمتهم: إن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وأنه يتكلم بصوت كما جاءت به الآثار والقرآن وغيره من الكتب الإلهية، كلام الله تكلم الله به بمشيئته وقدرته، ليس ببائن عنه مخلوقا، ولا يقولون إنه صار متكلما بعد أن لم يكن متكلما، ولا أن كلام الله تعالى من حيث هو هو حادث، بل ما زال متكلما إذا شاء، وإن كان كلم موسى وناداه بمشيئته وقدرته، فكلامه لا ينفد، كما قال تعالى: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. اهـ.

وقال الإمام الطحاوي في عقيدته التي تلقاها الأئمة بالقبول: خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة، ما زال بصفاته قديما قبل خلقه، لم يزدد بخلقهم شيئا، لم يكن قبلهم من صفته، كما كان بصفاته أزليا، كذلك لا يزال عليها أبديا. انتهى. 

وأما مع من كان يتكلم:  فالله أعلم بالمخلوقات التي أوجدها قبل خلق السموات، وقد ثبت لنا كلامه مع القلم، ففي سنن أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. والحديث صححه الألباني

ولا شك أن الله تعالى يحب عيسى ـ عليه السلام ـ كما يحب غيره من الرسل، ولكن هذا لا يثبت به أزلية عيسى ولا الكلام معه في الأزل.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات