السؤال
شيخا بارك الله فيك: أنا إمام مسجد بتونس وجدت نفسي في المسجد بين مجموعتين: الأولى غالت في التبديع وهجر المسلمين مما أدى إلى الهجر والخصام وإثارة البغضاء بين المصلين، والثانية غالت في تكفير المسلمين، فما هو توجيهكم لي كإمام مسجد؟ وما هو توجيهكم لهذه المجموعات؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لهاتين الطائفتين أن يتقوا الله تبارك وتعالى، وأن يستحضروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه.
وليعلموا أن لهم مرجعا إلى الله تعالى وأنهم مسؤولون عن القليل والكثير، وأن اللسان إن لم يضبطه صاحبه بضابط الشرع أوقعه في شر المهالك ـ عياذا بالله ـ ولقد قال رجل في آخر: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر له؟ أما إني قد غفرت له، وأحبطت عملك.
قال أبو هريرة: قال كلمة أوبقت دنياه وآخرته.
فليحذروا أيما حذر وليعلموا أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، وليس الوقوع في أعراض المسلمين تبديعا وتكفيرا من الغيرة على الدين والحمية له، كما يصور الشيطان للبعض، بل ذلك إن لم يكن منضبطا بكلام أهل العلم مردودا أمره إليهم، فهو ناشئ عن العجلة والنزق، دال على خفة عقل صاحبه وقلة ورعه، فليتق أولئك الله تعالى، وليعلموا أن غائلة التسرع في التكفير هائلة، ولتنظر الفتويان رقم: 169423، ورقم: 65926.
والحكم على شخص بالبدعة له ضوابط وأصول قررها أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 19773.
والواجب رد هذه الأمور الخطيرة إلى أهل العلم الراسخين فيه، كما قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون {الأنبياء:7}.
وأما أنت: فتأن وارفق وكلم هؤلاء بما يجريه الله على لسانك من الخير مجتهدا في مناصحتهم، وأن تبين لهم خطر ما يسلكونه من المسالك الوخيمة، واذكر لهم من كلام أهل العلم ما عسى أن يزيل شبهاتهم ويردهم إلى الحق، أعانك الله على مهمتك وهدانا وسائر إخواننا لأرشد أمورنا.
والله أعلم.