السؤال
بسم الله الرحمن الرحيمإنني أحد المقيمين بأوروبا ولنا أبناء نحاول إبعادهم عن مواطن السوء باستقدامهم إلى المساجد ولكننا نجد أصواتا قوية تمنع أبناءنا من دخول المساجد بحجة تطبيق السنة لقوله صلى الله عليه وسلم جنبوا صبيانكم ومجانينكم المساجد. ونحن لا نملك مدارس إسلامية ولا دور أطفال أو غير ذلك مما يمكن أن نجمع فيه أبناءنا , كما أننا لو تركناهم لنهلوا من الشوارع ما لا نقدر على محوه بعد ذلك . لهذا نسأل عن موقف الشرع من الأطفال في المساجد والحدود المفروضة في لباسهم وبما أن الجواب سوف يعلن للجالية نرجو التوضيح الوافي .والسلام
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تربية الأولاد وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة والسلوك المستقيم من مسؤولية الآباء وواجباتهم تجاه أولادهم .
ولا شك أن تعويدهم على ارتياد المساجد وإحضارهم لجماعات المسلمين وحلقات القرآن يأتي في مقدمة التربية الصحيحة، بالإضافة إلى ما في ذلك من شغلهم عن الملهيات المعاصرة والمغريات المنتشرة وصدهم عن سبيل قرناء السوء ورفقاء الشر.
لذا فإنا نرى أن استصحابكم لأولادكم إلى المساجد والدورات العلمية والدينية من أولويات تربيتهم التي أنتم مسؤولون عنها ومسترعون عليها.
وما استدل به من يعارضكم في هذا الموضوع حديث ضعيف لا تقوم به حجة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
2750، مع التفصيل الذي ذكره العلماء في شأن الأولاد .
وأما بالنسبة للبس والزي الذي ينبغي أن يأتوا به إلى المسجد، فإنه غير محدد ولكن يجب أن يكون خاليا من التشبه بأولاد الكفار ومن صور ذوات الأروح، وينبغي أن يكون ساترا مع أن العلماء اختلفوا في تحديد عورة الصبي، وإليك مذهب الحنابلة في ذلك، حيث قالوا : لا عورة للصبي الذي لم يبلغ سبع سنين، ومن سبع سنين إلى عشر عورته الفرجان فقط، ومن عشر فما فوق مثل عورة الكبير، وإنما اقتصرنا لك على مذهب الحنابلة هنا؛ لأنه أقرب المذاهب إلى الصواب في هذه المسألة، ونسأل الله عز وجل للجميع التوفيق.
والله أعلم.