السؤال
شيخنا الفاضلالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأتمنى من فضيلتكم إخراجي من هذه الحيرة المزمنة التي تتقاذفني في كل يوم وخاصة في الصلاةفأنا مررت بفترة طويلة أحرص فيها دائما أن لا أفوت أو أضيع أي فرض من الصلاة إلا ويرافقه مجموعة من الأدعية . سواء بعد الأذان أو في السجود أو دبر الصلاة وهذه الأدعيةالتي أدعو بها وأنا أشعر أنني بحاجة ماسة جدا لها في حياتيوأحيانا أتصور أنه لن يتيسر يومي أووقتي أو حالي إلا إذا قمت بمناجاة ربي فيها وهذه الأدعية طويلة جدا تأخذ مني حوالي ربع ساعة، لكني الآن بدأت أخفف منها قليلا حتى لا أتكاسل عن الصلاة بسببها كما يحدث معي دائما، وأنا أشعر أنه لن يفرج عن همي ولن يصلح حالي أو يمر يومي على ما يرام مما جعلني أعتبرها فريضة كالصلاة تماما ولا يمكن أن تستمر حياتي بدون هذه الأدعية الطويلة فماذا أفعل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن دعاء الله والتضرع إليه من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه، والتي تقضى بها حوائجه ويصرف عنه بها السوء ويناله منها خير كثير.
فينبغي للمسلم اللجوء إلى ربه في كل أمر من أموره والإكثار من دعائه سبحانه والتضرع إليه، فقد روى الحاكم وأحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن تصرف عنه ومن السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر.
وما تقوم به من الدعاء بعد الأذان أو في السجود أو في دبر الصلوات من الخير الذي نرجو أن تؤجر عليه، وأن يستجاب لك دعاؤك لأن هذه المواطن من مواطن استجابة الدعاء.
وظنك أن أمورك لن تصلح إلا بمداومتك على دعاء الله يعد من حسن ظنك بربك، وجاء في الحديث القدسي أن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي. رواه البخاري ومسلم. وعند أحمد بلفظ: إن ظن بي خيرا فله، وإن ظن شرا فله. فأبشر بالخير.
لكن اعلم أن الدعاء في مثل هذه المواطن ليس فريضة، فلا يحملك هذا الخير على أن تفترض على نفسك ما لم يفترضه ربك عليك. وحتى لا تنقطع عن هذا الخير فلا بأس أن تقتصر على بعض الأدعية لاسيما المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لاشتمالها على خيري الدنيا والآخرة حتى لا تشق على نفسك فيؤول بك الأمر إلى الانقطاع عن هذا الخير.
فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سئل أي العمل أحب إلى الله؟ قال: أدومه وإن قل.
والله أعلم.