السؤال
أنا شاب جزائري، مشكلتي التي لم أجد لها حلا هي أني أقمت علاقة مع فتاة اسمها، ثم قررنا نحن الاثنان الالتزام الشرعي، فلبست الحجاب الشرعي، لكن لم نستطع أن نفارق بعضنا، حتى أننا عصينا الله، وحاولنا مرارا وتكرارا، وتبنا أكثر من مرة، ثم نعاود الكرة، وقد أصابني اليأس ونحن نحب طريق الله، وحلمنا هو الاستقامة على منهج الرسول، فما العمل؟
وأرجو أن تدعوا لنا أنا وهي في جوف الليل أن يتوب الله علينا من المعاصي، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، وإلا هلكنا أنا وهي، وخاصة أننا لم نعد نطيق هذا الوضع، وظروفنا لا تسمح حاليا بالزواج.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم ألا تكون له علاقة من هذا النوع، لأنها علاقة مبنية على الاختلاط والخلوة بين أجنبي وأجنبية، وهذا مع الأسف ما هو منتشر كثيرا بين شباب المسلمين، وذلك نتيجة لتأثرهم بالشعوب الغربية التي لا تقيم للأخلاق وزنا، ولهذا كان ما حصل بينكما نتيجة طبيعية لذلك السلوك المحرم شرعا، قال سبحانه: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة [النور:2].
وعلى هذا، فيجب عليكما المبادرة إلى التوبة، لأن من تاب تاب الله عليه، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم [التحريم:8].
والتوبة النصوح هي المشتملة على ترك الذنوب، والندم على ما فات منها، والعزم الصادق على عدم العودة إليها، فإذا ما حقق العبد هذه التوبة فرح الله تعالى بتوبته، وأبدل سيئاته حسنات، كما قال سبحانه بعد ما ذكر الشرك، والقتل بغير حق والزنا: ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:68-70].
وننبه السائل إلى أن عليه أن يتخذ الأسباب التي تعينه على الاستقامة على التوبة، والتي من جملتها مصاحبة الصالحين، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى المعاصي، ومنها الصيام، لأنه يحد من عوامل الشهوة ويضعفها، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري.
والأهم من كل ذلك أن يقطع -فورا- كل علاقة له بهذه الفتاة.
والله أعلم.