الوساوس في أمور النجاسة من التكلف المنهي عنه

0 397

السؤال

أنا شاب عمري 16 سنة، وقد أصبت ‏بداء الوسواس القهري في النجاسة ‏منذ سنة، وكنت أقوم بغسل يدي مرة ‏كل 5 دقائق، لكني الحمد لله بدأت ‏أتعافى من هذا الداء الكريه، ولكن في ‏الفترة الأخيرة عاد إلي هذا المرض. ‏فلدينا قط نربيه في البيت، وأنا أعلم ‏منذ الصغر أن القطط طاهرة كما قال ‏رسولنا الحبيب، ولهذا القط مكان ‏مخصص له ليقوم بالتبول فيه، و‏لكني لاحظت مؤخرا أن بعض ‏آثار البول تصل إلى رجليه، وهو يقوم ‏بالمشي في أرجاء المنزل، ويقوم ‏بترك بعض العلامات على الأرض ‏بسبب بلل رجليه من بوله، ولكني لم ‏أكن أفعل شيئا؛ لأني ظننته طاهرا ‏حتى بوله، حتى قرأت أن بول القطط ‏ليس طاهرا بل هو نجس، ومنذ ذلك ‏الوقت وأنا لا أعرف ماذا أفعل، ‏فطلبت من أمي تنظيف الأماكن التي ‏بها علامات، وقد قامت بمسحها ‏بالماء، كما أني منذ ذلك الوقت وأنا ‏أراقب القط حتى ينتهي من التبول ‏لأغسل له رجليه، ولكن ذلك القط ‏معتاد أن يلعب معي، لذلك أحيانا ‏يظن أني ألاعبه، فيجري مني، ويقوم ‏بالقفز فوق الأثاث، والجري في جميع ‏أرجاء المنزل، والسجاد، ويترك ‏علامات في كل مكان، كما أن أمي ‏امرأة عاملة، ففي بعض الأحيان ‏تترك تنظيف الأرض عندما تعود من ‏عملها؛ لذلك أقوم بالانتظار حتى ‏تجف تلك الآثار، فالنجاسة لا تنتقل ‏من جاف لجاف، ولكني دائما ما ‏أتعرق خاصة من رجلي، ويدي، ‏فعندما أكون بالخارج وأعود للمنزل ‏تكون رجلي متعرقة بسبب المشي ‏الكثير، وارتداء الحذاء؛ لذلك أقوم ‏بالقفز من فوق الآثار التي أراها على ‏الأرض، فيقوم أهلي وإخوتي ‏بالضحك علي لأني أفعل ذلك، كما ‏أنني كلما أخبرتهم بهذا الأمر لا يبالون ‏بذلك، فيسخرون مني، ويمشون فوق ‏تلك العلامات، ويتنقلون في كل مكان، ‏ويقولون لي إن الأوهام عادت لي ‏مجددا، ويقولون لي إني مريض، و‏أصبحوا ينظرون لي كأني شخص ‏مجنون، فأصبح ذلك الأمر يؤرقني، وأظل حتى ساعات متأخرة أبكي، وأظل نائما معظم اليوم، وأصبحت ‏أتجنب ملامستهم، أو الحديث معهم، ‏وكلما أردت أن أتوضأ للصلاة، و‏أقوم بالمشي على الأرض والسجاد ورجلي مبتلة، أشعر أنها أصابتها ‏نجاسة، فأقوم بالذهاب لأغسل رجلي ‏مرة أخرى، وأصبح هذا الأمر ‏يرهقني كثيرا حتى أني بدأت أترك ‏الصلاة، وهذا يجعلني أبكي ليل نهار ‏وأصبحت أشعر بأن كل شيء نجس ‏بالمنزل، وحاولت كثيرا أن أقنع أهلي ‏ببيع هذا القط، ولكنهم لم يوافقوا؛ ‏لذلك قررت أن أعرض عن هذه ‏الوساوس، وأقوم بالوضوء، والمشي ‏في المنزل ورجلي مبتلة، ولكن منذ ‏ذلك الوقت عندما ألمس رجلي ‏لارتداء الحذاء أو الشراب، أشعر أن ‏النجاسة انتقلت ليدي لأنها متعرقه، و‏أصبحت أظن الآن أن كل شيء نجس: ‏ملابسي، حذائي، هاتفي المحمول‏، كتبي التي أدرس منها ،الكمبيوتر، ‏فراشي، وكل شيء ألمسه بيدي حتى ‏جسمي وشعري. فهل هذا صحيح ؟
‏وإن كان صحيحا فكيف أطهر كل ‏ذلك ؟ فأنا لا أستطيع أن أمسح ‏أرضية المنزل كلها نظرا للمساحة، ‏ولا أستطيع مراقبة القط دائما وماذا ‏عن الهاتف المحمول والكمبيوتر ؟ ‏فأنا لا أستطيع رش الماء عليهما ؟؟ ‏وماذا عن الأثاث، والسجاد خاصة ‏فأنا لا أستطيع أخذه للمغسلة ؟ ‏
أرجو المساعدة سريعا، وأنا أتأسف ‏لطول الموضوع ولكنه حقا يرهقني.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمراقبة الهر، ومحاولة غسل رجله من النجاسة، من التكلف الذي لم نؤمر به، وتدل على أنك لا زلت مصابا بالوسوسة في النجاسة، ومن ثم فننصحك بالإعراض عن هذه الوساوس, والسعي في التخلص منها, فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم، ولا أدل على ذلك مما ذكرت عن نفسك  في قولك: حتى أني بدأت أترك الصلاة، وهذا يجعلني أبكي ليل نهار، وأصبحت أشعر بأن كل شيء نجس بالمنزل .  وانظر الفتوى رقم: 51601.
ثم اعلم أن مشاهدة النجاسة على جزء من أرضية البيت على الفرش، أو في أي مكان منه، لا تستلزم نجاسة بقية البيت بحيث لو مشى فيه الشخص تنجست أرجل الماشي، أو لامسه جسم ما، يتنجس ذلك الملامس. فالأصل في الأشياء الطهارة، فلا يحكم عليها بالنجاسة إلا بيقين.

فاتق الله في نفسك، ولا تحملها ما لا تطيق، وأعرض عن الوساوس والأوهام . فلا دواء للوسوسة سوى الإعراض عنها. 
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة