رتبة حديث: ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بني آدم...

0 20739

السؤال

ما صحة هذا الحديث؟ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق ابن آدم، والملائكة تستأذنه أن تعاجله وتهلكه، والرب تعالى يقول: دعوا عبدي، فأنا أعلم به، إذ أنشأته من الأرض، إن كان عبدكم فشأنكم به، وإن كان عبدي فمني وإلي، عبدي وعزتي وجلالي إن أتاني ليلا قبلته، وإن أتاني نهارا قبلته، وإن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن مشى إلي هرولت إليه، وإن استغفرني غفرت له، وإن استقالني أقلته، وإن تاب إلي تبت عليه، من أعظم مني جودا وكرما، وأنا الجواد الكريم؟ عبيدي يبيتون يبارزونني بالعظائم، وأنا أكلؤهم في مضاجعهم، وأحرسهم على فرشهم، من أقبل إلي تلقيته من بعيد، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد، ومن أراد مرادي أردت ما يريد، أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب، لأطهرهم من المعايب ـ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذا الحديث بهذا الطول لا يثبت، وإن كان بعض ما ورد فيه ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة: وذكره ابن القيم أيضا من روايته في مدارج السالكين ـ 1ـ 432ـ 433ـ بلفظ: ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بني آدم، والملائكة تستأذنه أن تعاجله وتهلكه، والرب تعالى يقول: دعوا عبدي فأنا أعلم به ـ الحديث بطوله، وفي آخره: أهل ذكري أهل مجالستي وأهل شكري ... ونقله الشيخ إسماعيل الأنصاري في تعليقه على الوابل الصيب ص: 142 ـ دون أي تحقيق أو تعليق، وفي اعتقادي أن عزوه لأحمد في المسند بهذا الطول خطأ، وعليه لوائح الإسرائيليات. انتهى.

ومعاني هذا الأثر حسنة ولذا يكثر ابن القيم وغيره الاستئناس به في تصانيفهم، ومما يشهد لبعض ما فيه قول الله عز وجل في الحديث القدسي: وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات