السؤال
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين: قال شيخ الإسلام الأنصاري: الفقر اسم للبراءة من رؤية الملكة وهو على ثلاث درجات: الدرجة الأولى فقر الزهاد، وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطا أو طلبا، وإسكات اللسان عنها ذما أو مدحا والسلامة منها طلبا أو تركا، وهذا هو الفقر الذي تكلموا في شرفه.
الدرجة الثانية: الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل، وهو يورث الخلاص من رؤية الأعمال، ويقطع شهود الأحوال، ويمحص من أدناس مطالعة المقامات.
والدرجة الثالثة: صحة الاضطرار والوقوع في يد التقطع الوحداني والاحتباس في بيداء قيد التجريد، وهذا فقر الصوفية.
فقوله: الفقر اسم للبراءة من رؤية الملكة ـ يعني أن الفقير هو الذي يجرد رؤية الملك لمالكه الحق، فيرى نفسه مملوكة لله لا يرى نفسه مالكا بوجه من الوجوه، ويرى أعماله مستحقة عليه بمقتضى كونه مملوكا عبدا مستعملا فيما أمره به سيده، فنفسه مملوكة، وأعماله مستحقة بموجب العبودية، فليس مالكا لنفسه ولا لشيء من ذراته ولا لشيء من أعماله، بل كل ذلك مملوك عليه مستحق عليه، أرجو أن تساعدني في ضبط كلمة: الملكة.