عبارة" كنا نعد الصفرة والكدرة استحاضة" مخالفة للآثار الواردة في هذا الشأن

0 191

السؤال

هل حديث حفصة رضي الله عنها: كنا نعد الصفرة والكدرة استحاضة ـ حديث ضعيف؟ وما معناه إن كان صحيحا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعل السائلة تقصد الأثر الثابت عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية، ولفظه: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا. والحديث رواه أبو داود وغيره، وهو صحيح، وقد علق عليه الشيخ الألباني في صحيح إرواء الغليل قائلا: صحيح، رواه أبو داود: 307ـ والدارمي ـ 1ـ 215ـ وابن ماجه: 1ـ 212ـ 647ـ والحاكم: 1ـ 174ـ والبيهقي: 1ـ 337 ـ من طرق عن أم الهذيل حفصة بنت سيرين عن أم عطية به، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ـ ووافقه الذهبي ـ وهو كما قالا ـ وليس عند ابن ماجه قوله: بعد الطهر ـ وهو رواية للحاكم والبيهقي. انتهى.

والحديث أيضا رواه البخاري بلفظ: عن أم عطية، قالت: كنا لا نعد الكدرة والصفرة شيئا. انتهى.

ومعنى هذا الحديث أن الصفرة والكدرة بعد انتهاء زمن الحيض عادة لا تعتبر حيضا، جاء في شرح أبي داود للعيني: يستنبط منه أن الكدرة والصفرة لا تكون حيضا إذا كانت في غير أيام الحيض، وهو معنى قولها: لا نعد الكدرة والصفرة شيئا ـ أي: شيئا معتدا به، وإنما قيدنا بقولنا: إذا كانت في غير أيام الحيض، لأن المراد من الحديث هكذا. انتهى.

وحديث عائشة الذي يفيد أن الكدرة والصفرة حيض ـ مع ضعفه ـ محمول على نزولهما أثناء زمن الحيض وقبل الطهر، جاء في عمدة القاري للعيني: فإن قلت: قد روي عن عائشة: كنا نعد الكدرة والصفرة حيضا ـ فما وجه الجمع بينهما؟ قلت: هذا في وقت الحيض وذاك في غير وقته، قلت: حديث عائشة أخرجه ابن حزم بسند واه لأجل أبي بكر النهشلي الكذاب. انتهى.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 77862، ورقم: 105061.

وبالنسبة للصيغة التي ذكرتها السائلة فلم نقف عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة