السؤال
هل من السنة الوقوف عند الدعاء؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقصد الوقوف للدعاء: ليس في نفسه مشروعا، ولا نفس الجلوس كذلك، وإنما دعاء المرء قائما أو جالسا يكون له حالان:
إما أن يكون ذلك اتفاقا، كأن يتفق أن يكون واقفا حين أراد الدعاء.
وإما أن يكون ذلك تبعا لموضع الدعاء؛ كأن يكون في الصلاة، كدعاء الاستفتاح بعد التكبير وقبل القراءة، وكدعائه بعد رفعه من الركوع في قنوت وغير ذلك.
كما أنه يشرع في التشهد والصلاة الإبراهيمية بعده الجلوس لذلك، وكذلك الوقوف أثناء السعي على الصفا والمروة للدعاء إن سعى ماشيا اتباعا للسنة، أو الدعاء بعد رمي الجمرتين الأوليين أيام منى إن أتاهما ماشيا اتباعا للسنة، وغير ذلك مما هو وضع مخصوص بالشرع، أو تبع لموضع مخصوص بالشرع.
فالحاصل: أن الوقوف للدعاء أو الجلوس له أو غير ذلك، إنما يشرع في مواضع معينة: إما تبعا لذلك الموضع في حال مخصوص، أو اتباعا في ذلك الموضع لدليل مخصوص، لا لكونه مقصودا في نفسه بحيث يكون أدبا لمطلق الدعاء؛ كرفع اليدين واستقبال القبلة وغير ذلك حتى يكون إذا كان جالسا قام، أو راكبا ارتجل، أو العكس، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بذلك.
وأما قوله تعالى: وقوموا لله قانتين {البقرة:238}. فالمراد به القيام في الصلاة.
وكذلك قوله تعالى: أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما {الزمر:9}.
وللتعرف على آداب الدعاء يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 176777، ورقم: 119608.
والله أعلم.