السؤال
في الأيام الأخيرة عانيت من مشكلة حيرتني كثيرا وبدأت أشك في نفسي: وهي أنني أضع المال في محفظتي، وعندما أتفقده أجده ناقصا بدأت أشك في بعض الأشخاص، لكن هذا زاد عن حده، فقد فقدت مالا كثيرا وأصبح هذا يتكرر معي كثيرا، والغريب في الأمر ـ وهو الذي جعلني أكتب لكم ـ هو أنني قبل يوم أخدت نقودا من البنك وقمت بعدها ووضعتها في محفظتي، ولم أترك محفظتي لحظة واحدة، وعندما فتحتها وجدتها ناقصة، فكيف يعقل هذا؟ وأنا متأكدة جدا مما أقول، وهل من الممكن أن يكون عمل شيطان؟ أرجو التوضيح ومساعدتي لأنني فعلا مريضة، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس عندنا ما نجزم به في تفسير ما يحدث لك، وأما قولك: هل يمكن أن يكون هذا عمل شيطان؟ فيحتمل، ونوصيك على كل حال بذكر اسم الله عند وضع نقودك في المحفظة، وقد ثبت في السنة أن الشياطين لا يفتحون بابا ولا يحلون وكاء ولا يكشفون إناء، فقد جاء في الموطأ والصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أغلقوا الأبواب، وأوكوا السقاء، واكفئوا الإناء وأطفئوا المصباح، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء....
وهذا مقيد بالتسمية عند بعض أهل العلم، قال الزرقاني في شرح الموطأ: لا يفتح غلقا ـ بفتح الغين واللام، إذا ذكروا اسم الله عليه، وفي رواية عطاء: فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ـ ولا يحل بفتح الياء وضم الحاء وكاء خيطا ربط به وذكر اسم الله عليه، ولا يكشف إناء غطي، أو كفىء وذكر اسم الله عليه، ففي رواية الليث عن أبي الزبير عند مسلم: ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله، فليفعل ـ وفي أبي داود: واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ـ أي لا يقدر على ذلك، لأن اسم الله تعالى هو الغلق الحقيقي، ولأحمد من حديث أبي أمامة: فإنهم ـ أي الشياطين ـ لم يؤذن لهم في التسور ـ ومقتضاه أنه يتمكن من كل ذلك إذا لم يذكر اسم الله.
قال الحافظ: ويؤيده ما في مسلم والأربعة مرفوعا: إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم ـ قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يوجه قوله: فإن الشيطان لا يفتح ـ على عمومه، ويحتمل أن يخص بما ذكر اسم الله عليه. انتهى.
والله أعلم.