هل الإحراج الذي يوقع في معصية يعتبر شركا؟

0 144

السؤال

عندما أقابل قريباتي من النساء ممن لسن من محارمي يقمن بمصافحتي, فأشعر بالإحراج, وأضطر إلى أن أصافحهن رغم أني لا أريد ذلك, وأتمنى في داخلي ألا يمددن أيديهن إلي, وأريد أن أقلع عن ذلك, ولكني أشعر بالإحراج عندما يمددن أيديهن, فهل هذا إصرار على المعصية؟ وهل الإحراج الذي دفعني لفعل تلك المعصية شرك مخرج من الملة حيث إن الله أولى أن أستحيي منه؟ وهل جعلت بذلك لله ندا؟ أرجو الإيضاح - جزاكم الله خيرا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن مصافحة الأجنبية محرمة؛ لما روى الطبراني من حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. الحديث صححه السيوطي, والألباني.

وروى أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لا أصافح النساء.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة، ما كان يبايعهن إلا بالكلام. رواه البخاري ومسلم.

 ولا يسوغ ذلك ما تتخيله في نفسك من الإحراج, فإنك لو قدمت أمر الله فإنه سيحفظك من شر الناس, وما تتخوفه من الحرج في التعامل معهم, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي.

فلذا يتعين أن تمتنع من مصافحة النساء, وتبين لهن عدم جواز ذلك, ولا ينبغي أن تستحي منهن، فإن الحياء المحمود هو الذي يمنع من الوقوع في المحرمات, والتفريط في الواجبات, وانظر الفتوى رقم: 16873.

وما ذكرت يخشى أن يكون فيه إصرار على المعصية, ولكن ليس ذلك مخرجا من الملة, ولا هو كمن اتخذ ندا لله تعالى يدعوه كما يدعو الله, أو يخافه, أو يرجوه, أو يحبه كحب الله، وراجع للفائدة  الفتوى رقم: 31780.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة